بیروت او لبنان له یو قرن او نیمه پېړۍ راهیسې

مارون عبود d. 1381 AH
159

بیروت او لبنان له یو قرن او نیمه پېړۍ راهیسې

بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن

ژانرونه

إن عدم استطابة الشرقيين الثمار هو - بلا ريب - السبب الأول في ندرة الجيد منها. أما السبب الثاني فقلة اكتراثهم بها؛ فهم لا يهتمون بإتلاف الحشرات التي تفسد عليهم أعمالهم الزراعية، ولو فعلوا لأضافوا إلى محاصيلهم منتوجا جديدا يستفيدون منه في تغيير ألوان معيشتهم، أو يبيعونه فيتضاعف ريع عقارهم، ولكنها اللامبالاة التي يتصفون بها في جميع شئونهم.

ومن حيوانات هذه البلاد الخفافيش ذات الحجم الكبير، المنتشرة انتشارا ذريعا في ضواحي بيروت. إنها تهاجم المدينة كل ليلة، وتغشى المزارع والحقول لتعيث فيها فسادا حتى الصباح، محدثة أجسم الأضرار. ويا لتعاسة التاجر الذي لم يؤشب نوافذ دكانه بشريط حديدي!

تطوف الخفافيش هنا وهنالك، وتدخل حيث تجد شيئا لذيذ الطعم. إنها تأخذ كل ما يمكنها حمله لتأكله، تحت أروقة

2

المدينة الكثيرة، أو في جنائنها، أو في أوكارها إذا كانت ذات صغار. أما البساتين فإنها تختطف منها جميع الثمار التي تستطيب طعهما.

وإثباتا لما قلت عن وفرى هذه الحيوانات أسرد هذه الحادثة التي وقعت في بيروت، وقد رواها لي عدة أشخاص مؤكدين وقوعها.

اشترى تاجر كمية كبيرة من الزبيب وتركها مكومة في مخزنه، وذهب إلى دمشق لاستيراد المشمش المجفف الذي تصدره هذه المدينة بكثرة، وطالت مدة إقامته أكثر مما تقتضي صفقته التجارية؛ فدهش أشد دهشة عندما دخل حانوته بعد عودته ووجده خاليا خاويا ، فتبادر إلى ذهنه - طبعا - أن أحدا قد سرق الزبيب؛ فرفع شكواه إلى الوالي، فأمر بالبحث والتدقيق والكشف الحسي، فلم يسفر ذلك عن نتيجة. لم يهتدوا إلى أي كسر؛ فالقفل لا يزال كما كان، وشبابيك المخزن لا تزال قضبانها الحديدية مشتبكة لم تمس، فلم يبق إذن سوى القيام بتحريات في المدينة، وهذا ما وعد الحاكم بأن يهتم به كل الاهتمام.

يصعب جدا أن تطمس آثار جريمة كهذه في مدينة صغيرة كبيروت، ومع ذلك لم يعثر على أثر ما لهذه الصفقة الكبرى من الزبيب.

وبعد مرور شهر وأكثر على الحادث الذي لم يظفر التحقيق بجلاء غامضه - ولو بعض الشيء - دخل بعضهم عرضا إحدى المغاور العميقة الواقعة في طرف المدينة الغربي، فرأى فيها بذور العنب كوما كوما، ولما توغل في المغارة وجد أكداسا أكثر ضخامة؛ فأذاع خبر ما رأى وشهد في مغاور الروشة.

ذكرت هذه الحادثة الناس بالأضرار الجزئية التي كانت تحدثها هذه الطيور الليلية؛

ناپیژندل شوی مخ