بیروت او لبنان له یو قرن او نیمه پېړۍ راهیسې
بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن
ژانرونه
3
سأل السيد ميشو أحد أصحاب المكتبات في القاهرة عما إذا كانت ظهرت مؤلفات جديدة، فأجابه: «ظهرت بعض الكتب المترجمة عن اللغات الأوروبية، ولا شيء غير ذلك.» ثم قال لي السيد ميشو: «وسألته عما إذا كان هنالك اليوم شعراء في عاصمة مصر؛ فأجابني: ليس في مصر اليوم غير ناظمي الأغاني الذين ينظمون مواويلهم للمناسبات
4
وبلغة العوام.»
وإذا كانت مصر التي تنعم بحكومة منظمة ترأف بشعبها - كما يقولون - لا تمد الكتاب والشعراء، فلا يمكن أن يطلب ذلك بحق من سوريا.
وقال السيد ميشو، في إحدى رسائله، عندما درى أن الطباعة المصرية لم تهتم إلا بإعادة طبع المؤلفات التي نشرت سابقا في باريس: «إن الشرق يتلقى كل شيء من وراء البحار حتى التآليف التي صنفها أسلافه، وهذه الخاصة من مميزاته . إنه لفي أشد الحاجة إلى هذه المؤلفات التي تأتيه من الغرب؛ فهي التي تشحذ مطالعتها قرائح شعرائه.»
أما في حقل الأدب فالعرب لا يكتبون في أيامنا هذه إلا أناشيد خفيفة، وما أقل ما يكتب منها بأسلوب رفيع! حاول صاحب مطبعة على الحجر أن يعيد طبع ديوان الفارض على نفقته، فلم ينفق شيئا من تلك الطبعة على الرغم من تدني أسعار النسخ.
وبعد، فليست الكتب وحدها هي ما يفتقر إليه العرب ليوسعوا ثقافتهم. إنهم مفتقرون أيضا إلى الذوق والهدوء والثقة، تعودوا أن يكونوا أبناء الساعة التي هم فيها، وهذه العادة أصبحت فيهم سجية وخلقا حتى صاروا لا يخجلون من جهالتهم. إنهم يعرفون ما عرفه آباؤهم، وهم يعتقدون أنه ليس من الضرورة أن يعرف أبناؤهم أكثر مما يعرفون. فلا يجب أن نعزو عدم اطلاعهم على العلوم وابتعادهم عن المدارس التي يعتبرونها عديمة الفائدة، إلا إلى افتقارهم للثقافة. كانوا يقولون: إننا نحن - أي الأجانب - الذين نخلق المشاغل لأنفسنا. ولما كان لا يعوزهم شيء فيجب أن نعيش مثلهم. لقد أحسنوا صنعا، ومن ذلك نستنتج أنهم كانوا سعداء. ولئن حرم العرب الثقافة فإنه لا ينقصهم ذكاء الفطرة الطبيعية؛ ولهذا نجد عند من يحسنون التفكير منهم خواطر وأمثلة ومنطقا صحيحا.
شغل التلاعب بالكلام والتعابير الرمزية علماء المشرق في كل عصر، حتى لجأ الحكام والفلاسفة إلى أسلوب الكهان، فكان أسلوبهم العادي.
ويروى أنه في الأزمنة التي كانت فيها بلاد المشرق مقسمة بين عدة ملوك، تدخل بعض الحكماء في نزاع حصل بين ملكين منهم ليحقنوا الدماء ويتجنبوا المتاعب التي تحدثها الحرب؛ ولذلك اقترحوا أن يفض الخلاف بحرب قلمية عوضا من أن يفض بالسلاح. ثم تقرر أن يوفد إلى معسكر العدو رجل من أهل الأدب والفكر، فيطرح ثلاثة أسئلة تحل بالإيماء، حتى إذا ما فهمت أو حلت فللدولة الغالبة أن تملي شروطها، وإذا لم تهتد إلى الحل فهي التي تخضع لما يملى عليها من شروط.
ناپیژندل شوی مخ