حولت عيني عن الإعلان، وعدت أقرأ خبر الفيلسوف الفرنسي العجوز ألتوسير، الذي خنق زوجته، ثم وضعت الصحيفة جانبا وتناولت سماعة التليفون.
أدرت رقم دار الثقافة، ووجدت الخط مشغولا، فاتصلت بوديع في مكتبه.
قلت حالما سمعت صوته: لم تأت الشغالة بعد، وأنا أريد الخروج.
قال: لن تأتي اليوم ما دامت تأخرت إلى الآن، هل أنتظرك على الغداء؟
قلت: لا أظن؛ فأنا وأنطوانيت مدعوان لدى أحد المعارف الفرنسيين في المساء. وربما ذهبنا إليه مباشرة من الفاكهاني.
كانت الشمس ساطعة توحي بيوم دافئ، فاكتفيت ببلوفر من الصوف فوق قميصي، وعلقت حقيبة يدي في كتفي، ثم أدرت رقم دار الثقافة مرة أخرى، وعندما ألفيته ما زال مشغولا، غادرت المسكن.
وقفت أنتظر سيارة تقلني إلى مكتب أنطوانيت. وتوقفت أمامي واحدة خالية، فطلبت من سائقها أن يذهب بي إلى عين المريسة.
كان المرافق الفحل يجلس في مدخل المبنى، إلى جوار أحد الحارسين المسلحين. وصحبني على مضض إلى أعلى، فأسلمني إلى السكرتيرة التي خابرت لميا بالتليفون، وطلبت مني أن أنتظر.
جلست على مقعد في مواجهتها. وأصبحت أشرف على الممر الذي تقع غرفة لميا في نهايته. وكان بابها مغلقا.
انفرج الباب بعد لحظات وبرزت منه. كانت ترتدي بلوزة مزركشة بألوان زاهية ذات أكمام طويلة واسعة، وبنطلونا من القطيفة رمادي اللون. وكان شعرها مجدولا في ضفيرتين كبيرتين فبدت كفتاة مراهقة.
ناپیژندل شوی مخ