اجتزنا المدخل إلى حديقة واسعة، قسمت إلى خمائل مستقلة، تضم كل منها عدة مقاعد مريحة وطاولة عريضة من القش.
كنا الزبائن الوحيدين تقريبا ، فاحتفى بنا عدد من النوادل في تهذيب بالغ. طلبنا عرقا وشواء. وسرعان ما امتلأت المائدة بأطباق التبولة والكبة والحمص والطحينة والفجل الأحمر والنعناع الأخضر واللبن.
جرعت كأسا من العرق، واكتفت هي برشفة واحدة ثم قالت: مشكلة كتابك أن توزيعه يكاد يكون مستحيلا. - لماذا؟ - أنت لم تترك نظاما واحدا من الأنظمة العربية دون تعريض، ثم إن هناك قدرا كبيرا من الجنس.
أشعلت سيجارة وقلت: لقد ذكرت كل هذا لعدنان في مراسلاتنا. لكنه لم يعترض على شيء. - لا أظن أنه تصور أنك ستتمادى إلى هذا الحد. - والنتيجة؟
مدت يدا حفلت بالخواتم الفضية، فوضعتها فوق يدي قائلة: لا تنزعج. أنا لم أقرأه كله بعد، ثم إن عدنان له الرأي الأخير، وأعتقد أنه مهتم بأن ينشر لك. - إذن دعينا من هذا الموضوع وحدثيني عن نفسك.
رفعت حاجبيها: ليس هناك ما يحكى. - حاولي. - أنا أكذب كثيرا. - لا بأس.
قالت وهي تدير كأس العرق بين أصابعها: كنت دائما أتمنى أن أكون كاتبة. تزوجت عن حب. وزوجي تحسدني عليه الأخريات. عندي بنت في السادسة. عملي مع عدنان يملأ حياتي. وقد حصلت عليه بعد صراع طويل مع عائلته التي كانت تريدني في دور ربة المنزل .. هذا هو كل شيء.
لم أرفع عيني عن بشرتها الموردة وشفتيها الناعمتين.
سألتني: وأنت .. متزوج؟
أجبت: كنت. - والآن لديك طبعا صديقة؟ - زوجتي كانت صديقتي الوحيدة. - معقول؟
ناپیژندل شوی مخ