غمغم السائق: هلق السوريين بيوقفونا.
توقفت سيارتنا أمام الجنود. وفحص أحدهم أوراق السائق ثم طلب جوازي. وبعد أن ألقى نظرة فاحصة داخل السيارة سمح لنا بمواصلة السير.
أشرفنا على مخيم برج البراجنة بمنازله المتواضعة المتلاصقة التي لا تعلو عن طابقين. ومررنا بمجموعة من المسلحين، يحملون شارات الكفاح المسلح الفلسطيني على أكتافهم، وقفوا خلف حاجز من البراميل. أبطأ السائق؛ استعدادا للوقوف، لكنهم أشاروا لنا بالمرور.
سألني السائق دون أن يرفع عينيه عن الطريق: وين بالغربية؟
قلت: الحمرا. عند سينما بيكاديللي.
بلغنا نهاية المخيم، فعبرنا ميدانا صغيرا، وسرنا في محاذاة مخيم صبرا. اعترضنا ثلاثة رجال في ملابس متواضعة، أحاط أحدهم رأسه بلفاعة من الصوف، وحمل الثاني «صرة» كبيرة من القماش في يده. خاطب أحدهم السائق: المزرعة؟
رفع السائق ذقنه إلى أعلى بالإيماءة اللبنانية الشهيرة التي تعني النفي، وهم بمواصلة السير، فسأله ذو اللفاعة: إيش طريقك؟
أجاب: الحمرا. - وليش ما تفوت م المزرعة؟ - ما بدي.
تدخل عجوز امتلأ وجهه بالغضون: دخيلك يا شوفور. نحنا تأخرنا، واللي بدك إياه خده.
صاح السائق: يا زلمة ما في أفوت من المزرعة، الإخوان هونيك عالقانين.
ناپیژندل شوی مخ