77

بېروت بياشپه وايي

بيروت البكاء ليلا

ژانرونه

اندفع يصعد بضيفه حيث يقيم، مستعينا ببقايا شمعة لتجنب أجساد المهجرين الذين زحموا السلالم ومداخل الطوابق الأربعة، إلى أن وصلا المسكن المكون من غرفتين فسيحتين يغلب عليهما الإهمال وضيق ذات اليد.

انحط المهاجر من فوره على فراش غير مرتب، خالعا عنه حذاءه وسرواله: إيه ... هدنة.

وحين أغمض عينيه قليلا مستسلما للقذائف المتبادلة التي كانت تمرق مدوية من فوق رأسه، تساءل: لو أنها ماتت ودفنوها لقضي الأمر.

كانت قد عودته على أن تجيئه، وبين أحضانه وذراعيه العظميتين تدفن مخاوفها وتوترها، بإزاء الاشتباكات الملتهبة دوما على طول هذه المدينة: أين؟

مضى المضيف من فوره، يدفن ويداوي توتره ... هلعه في الإكثار من جرعات الكوكايين واللفائف مغيرا ملابسه، قافزا ما بين زوايا الشرفة الرحبة المطلة على الميدان، وبين غرفة نومه، متحدثا بصوت مرتفع دون أن يسمعه المهاجر، قال بأن الوضع يزداد سوءا، وينذر بمؤامرة أكثر من الهدنة والتقاط الأنفاس.

وذكر أن هذا هو حالهم على الدوام منذ الأزل الطعنات من الظهر، وليتها طعنات! إنها مئات «الهيروشيمات» التي أصبحت مدوية تحت سمع العالم المتآمر بدوره وبصره.

وبدا معتذرا لضيفه المهاجر، بأنه ضاعف من أخطاره هذه الليلة، وإن كان لم يعد يجد مهربا منقذا من هذا البلاء الباطش على طول المدينة وعرضها، إن لم يكن لبنان بكامله، بل والشرق الأوسط.

وأكثر المهاجر من موافقته: صح صح، تمام تمام.

وكان ساعتها غائبا بكامله عما يحدث.

يسترجع لحظة تذوق دم صدرها النازف، والهلع الآسن في عينيها المعبرتين، وذكر محمود العريض، عبر حركته الدءوبة وتوقده بالجرعات كثيرا: الخروج. - ونحن؟

ناپیژندل شوی مخ