75

بېروت بياشپه وايي

بيروت البكاء ليلا

ژانرونه

أحس بالجوع المفاجئ عقب الجرعة الثانية، فهب من فوره مادا الخطى إلى بائع السجق، وعاد محملا بستة ساندوتشات وسلاطات، اقتسمها مع الرجل وجرسون المقهى، ورجل آخر عجوز يرتدي شورتا ملونا كان قد أوقع به حين انبطاحه.

علت ضحكات نساء الشرفات، وعرف فيهن فتاة سمراء رقيقة التقاطيع مصرية.

وعرف من صديقه اللبناني أن اسمه محمود العريض، وأنه تقلب في عدة مهن، منها خباز، وبائع عرقسوس، وسمسار، وصاحب محل فليبرز.

مختتما خبراته ومهنه بأنه صحفي.

قال: صحفي، أمال.

أما هو ففاض وزاد معه في الحديث عن فتاته الصورية المصابة التي أضاعتها الحرب وأعياه البحث عنها: لم أترك مستشفى واحد في بيروت، شارعا، ساحة تحت القصف، ولم أعثر لها على أثر.

غمغم محمود: العدوان، الحرب، أولاد الرمم «خاربين البيوت». أين نذهب ونفلت من ظلمهم؟ لا مهرب سوى النسيان.

وعاد يعزم بجرعة جديدة، فشكره المهاجر ممتنا، معتذرا بأنه لم يسبق له.

وما إن تطلع العريض إلى ساعته متحينا لحظة انسحابه حتى طالبه المهاجر بإيصاله إلى أقرب فندق. هنا أشار العريض من فوره إلى سيارته «البويك» المستهلكة، البلا طلاء، وكانت مركونة في أقصى الطرف المقابل للميدان، حتى إذا ما استقلاها وبذل العريض جهودا مضنية في تسخينها وإدارة محركها، اقترح عليه من فوره الإقامة معه بمسكنه الذي يقيم به وحده، بعد أن رحل أسرته وأبعدها عن الحرب والأخطار، زوجته وبناته الثلاث وأمه المقعدة وعمتين دفعة واحدة منذ الشهر الأول للحرب إلى دمشق.

فنحن الرجال نحتمل، أما النساء الحرمات، فعبء ما بعده عبء في هذه الأيام السوداء التي لن تنتهي.

ناپیژندل شوی مخ