بېروت بياشپه وايي

شوقي عبد الحكيم d. 1423 AH
55

بېروت بياشپه وايي

بيروت البكاء ليلا

ژانرونه

وحين صعدا سلالم البناية ذات الطرز البيزنطي حيث يقيم، أضاءا شمعة لاستكشاف الطريق.

على جانبي السلالم وطرقات البناية ذاتها، تتراص وفود المهجرين ومن دكت منازلهم الآمنة تحت قنابل الصهاينة، أعداء كل الفقراء وجمال عرمون وعالية والشويفات وخلده.

وحين أشعلا الشموع عبر المكان، وصبت هي الشاي، واصلت حديثها المحتدم العصبي: والديها المهاجرين، والبيت الذي كلما ذقنا الأمرين في بنائه أعادوا هدمه بالقنابل وراجمات الصواريخ الضالة، مدرستها على طريق مطار بيروت التي احترقت مرتين، وأتوبيس المدرسة الذي دمر بأطفاله ونجت هي والسائق صدفة.

قال: أجل، صدفة.

أعاد القول لنفسه وهما يعبران ميدانا يغص بالجنود، والمارة عن آخرهم يعلو الاكفهرار الأميل إلى الحزن العميق جباههم المحتدمة العالية: صدفة! إنها الشيء الوحيد الغائب عما

هي فيما يحدث؟ إن الأمر أميل إلى المعادلات الرياضية الجافة إلى حد الأرقام وثقلها ليس غير، ومنذ الأزل. صحيح أن الأمر لا يعنيني بدرجة كافية، سوى من حيث الحكايات، كيف أني مجرد جامع لها من أفواه عجائز القرى المعدمة، المتلاشية قسرا وبالضرورة، مثلما يحدث الآن على أبواب وهامات المدن والدول القديمة: صور، صيدا، بيروت أمام العدوان الصهيوني، فما بالنا بالقرى والنجوع؟!

وعلى هذا، فالأمر متتابع الحلقات منذ الأزل، هكذا تقول وتصر على القول حكايات القرى وتخاريفها الليلية.

ذلك الاجتياح العدواني الضاري الذي يتصدره الطوطم السلف: النجمة المسدسة.

أشارت إليها من فورها بيدها القصيرة، حمراء متوهجة في الأفق البعيد تبدت من بين شقوق العمارات وفراغاتها، كمن تسقط من السماء.

وحين احتواها الفراش، بدا الأمر أكثر صعوبة، ذلك أنها راحت تشكو وتشكو رافعة ذراعها عاليا.

ناپیژندل شوی مخ