لماذا على هذا النحو يرمون بلاءهم على كاهل مدينة عتيقة مثقلة بالحرب الأهلية التي مزقتها بالمدى والسكاكين على هذا النحو، العدوان ضارب الحصار والأظافر، عبر كل منافذها الستة، حتى البحر.
ومن كل مكان تطل تلك النجمة النارية الطوطم: نجمة داود.
أشارت إلى حيث كان يجري الإنزال؛ لتتلقفه سناكي المقاتلين الفلسطينيين الفقراء على مشارف بيروت.
المقاتل الشيوعي والفلسطيني في الدامور، وصيدا البطلة منذ الأزل، وقلعة الشقيف، وخلده.
الأشبال على المحاور يتصدون للفاشست المعضوضين على طول تاريخهم.
مضت دائخة وهي تتطلع إليهم؛ شبان في ذات سنها ولكنتها الجنوبية، التي جاهد المهاجر طويلا في استيضاحها منها، حين اندفعت قائلة - كمن تعارك ذاتها بذاتها - منفعلة: أجل، على هذا
وبدونه، وحتى عندما أمضيت طفولتي الأولى بالقنيطرة بسوريا، نفس العدوان، وحرق الدور، ورحيق حياة القرى، وها أنا في بيروت المحاصرة بالعدوان، إلى أين؟
مال عليها بجذعه الطويل مطمئنا، وهو يدغدغ آخر أطراف أصابعها بأطراف أصابعه هو، وداخله خوف خفي من افتقادها، تراه فارق السن، أم الموروثات، أم التبصر: لعل ما يجمعنا هو افتقاده.
تساءلت: شو.
قال: كان يشدها شدا إلى حد التوقف عن السير، وجوه أطفال المجرين المعدمين على صدور أمهاتهم، حيث افترشن الطوارات ومداخل البنايات والسينمات التي ما زالت تعلوها أوضاع «رومي شنيدر» تزحف على بطنها عارية، بيدها سكين مشهر: على بطنها تزحف، وترابا تأكل وتقتات.
ناپیژندل شوی مخ