د جزر او مډ ترمینځ: په ژبه، ادبیاتو، هنرونو او تمدن کې پاڼې
بين الجزر والمد: صفحات في اللغة والآداب والفن والحضارة
ژانرونه
كلمة عميقة رحيبة كالحياة: الحرية. •••
ما هي الوطنية؟ كيف تشب فجأة فتغزو القلوب وتثير فيها جنون العواطف، وتنمي في جوانبها نبتة التأمل والتبصر والإرادة؟!
في مواكب الحماسة تسير المخدرات سافرات، وفي الألوية تتلاثم الأهلة والصلبان، ويتحاذى من الجمهور الرفيع والوضيع والوطني والأجنبي، ممثلين جميعا إمكان التآخي بين بني الإنسان في التفاهم العام وإعطاء كل ذي حق حقه.
واستيقظت شخصيتي الشرقية بفعل ذلك التأثير، وكما يحملنا أحيانا سحر الأنغام إلى بقاع مجهولة؛ سارت تلك الشخصية إلى أقاليم بعيدة وراء مترامي القفار.
اجتازت فلوات الظمأ والخوف والوحشة والسراب والسكون، ومرت بأبناء المشرق في أوطانهم في المدن والعواصم، في السواحل والجبال والأودية، عند القبائل المقيمة وعند العرب الرحل.
مرت تصيح في كل قوم: وأنتم ما حالكم يا أبناء الشمس؟ أما سمعتم قعقعة القيود المتكسرة في الوادي الأخضر؟! لقد تحطمت القيود الدهرية وأخذت تتساقط على وقع أناشيد الحرية. شعب الوادي يهتف ويثبت حقه على الحياة والحرية؛ ألا فاصغوا إلى صوته فقد ملأ المروج والبحار! وأطلقوا أصواتكم من حناجرها فقد انقضى وقت الرقاد! •••
أيها الشرق!
يا شرقي الكبير الرهيب الرءوف.
يا شرق الطرب والحميا والنخوة والشدة العاصفة كريح السموم!
إنك لتتجمع تحت نظري كلوحة مصورة؛ فأرى منك الفقر، والجهل، والاضطراب، والاحتدام، والانفعال، ليس فيك فيض الثروة ومعجزات الحضارة، ربوعك خالية مما لدى الأقوياء من صروح ومعاهد ومصارف ومعامل، ربوعك خالية من المتاحف والخزائن والودائع المجلوبة من قصي الأنحاء. إنك جاهل فقير مفكك الأوصال!
ناپیژندل شوی مخ