د افریقا شیر او ایټالوی ببر ترمنځ: د ایټالوی حبشي ستونزې په اړه یو تاریخي، رواني او ټولنیز تحلیلي څیړنه
بين الأسد الأفريقي والنمر الإيطالي: بحث تحليلي تاريخي ونفساني واجتماعي في المشكلة الحبشية الإيطالية
ژانرونه
والأمران الأول والثالث غير جديرين بالاكتراث من الناحية الدولية العامة، ولا يهمان أحدا سوى إيطاليا نفسها، وقد لا يهمان فريقا كبيرا من الشعب الإيطالي المعاصر؛ لأن موقعة عدوة وقعت في سنة 1896؛ أي منذ أربعين عاما تامة، والكثرة الساحقة ممن حضروها، أو تحمسوا لها، أو شربوا مرارتها قد انقرضت أو كادت، ولم يبق لها ذكر إلا في بطون الكتب، وليست عدوة «الزاسا» ثانية انتزعت من جسم الوطن، حتى تبقى نيران الثأر مشتعلة في قلوب بنيها، ولا تطفأ إلا أن تسترد وتعود إلى أحضان الأم الرءوم.
1
هذا عن الأمر الأول، وهو تعليل الحرب التي نشبت برغبة الأخذ بالثأر.
الأمر الثالث وهو رغبة زعيم إيطاليا في إحراز نصر خارجي يعيد المجد، وهذا الأمر يعد مغالطة تاريخية، وسفسطة سياسية؛ لأن العقل السليم والنظر الصادق لا يسمحان لصاحبهما أن يتخيل أن مجرد الانتساب إلى شعب عريق قد قامت قيامته، واندثرت معالمه، وانحلت عناصر حضارته، ومحيت آية وجوده من صحيفة الوجود، أن مجرد الانتساب إلى هذا الشعب يكفي لإعادته سيرته الأولى؛ لأن أسباب الانحلال التي اعترت كيان الإمبراطورية الرومانية ذهبت بتلك الإمبراطورية،
2
كما أن عناصر التكوين وتاريخ النشأة لتلك الإمبراطورية ليست متوافرة كلها، أو معظمها في الأمة الإيطالية الحديثة التي دخلت في التاريخ الحديث بوصفها وحدة قومية يرجع الفضل فيها إلى ثلاثة من أعيان السياسة الوطنية؛ وهم: متزيني، وكريسبي، وكافور. فنهضة إيطاليا الحديثة نهضة اقتصادية وسياسية، وليست نهضة حربية كالتي قامت عليها إمبراطورية روما.
3
وإذا رجعنا إلى كتب متزيني
4
وخطب كافور نجد أنهما لم يرميا قط إلى عظمة إمبراطورية ولا توسع استعماري، بل كانا يرميان إلى تحرير وطنهما من ربق الاحتلال النمسوي والفرنسي، وإصلاح الشئون الداخلية. وهذا ليس بالتاريخ القديم، بل يرجع إلى القرن التاسع عشر، فإن روما لم تحرر من الجنود الأجنبية إلا في حرب السبعين؛ أي منذ ستين عاما تقريبا.
ناپیژندل شوی مخ