فقال ببساطة وهو يفتل شاربه: أنا!
فأطلقت السلطانة ضحكة مائعة، وقررت العدول عن التفكير في مسألة إحياء الليلة التي خمنت خبيئتها، وهتفت به: يا لك من رجل قارح، لو طالتك يدي لقصمت ظهرك.
فنهض السيد وأقبل عليها قائلا: لا أحرمتك رغبة قط.
وجلس جانبها فهمت بضربه، ولكنها ترددت ثم أمسكت، فسألها بقلق: لماذا لم تتكرمي بضربي؟
فهزت رأسها وقالت ساخرة: أخاف أن أنقض وضوئي.
فتساءل في لهفة: أأطمع في أن نصلي معا؟!
واستغفر الله في سره عقب النطق بدعابته مباشرة؛ لأن هذره وإن كان لا يقف به في سكرة المجون عند حد إلا أن قلبه لم يكن ليطمئن ويواصل ابتهاجه حتى يستغفر في باطنه صادقا مما يعبث به لسانه مازحا. أما المرأة فتساءلت في دلال ساخر: أتعني، يا صاحب الفضيلة، الصلاة التي هي خير من النوم؟ - بل الصلاة التي هي والنوم سواء.
ولم تتمالك إلا أن تقول ضاحكة: يا لك من رجل مظهره الوقار والتقوى وباطنه الخلاعة والفجور، الآن صدقت حقا ما قيل لي عنك.
واستوى السيد في جلسته في اهتمام وتساءل: وماذا قيل؟! .. اللهم اكفنا شر القيل والقال. - قالوا لي إنك زير نساء وعبد شراب.
فتنهد بصوت مسموع يذيع به ارتياحه وقال: حسبته ذما والعياذ بالله. - ألم أقل لك إنك قارح فاجر؟! - هي الشهادة لي بأني حزت القبول إن شاء الله.
ناپیژندل شوی مخ