168

بین دو قصر

بين القصرين

ژانرونه

وساد الصمت قليلا حتى سأل كمال خديجة: وأنت يا أبلة متى يخرج الطفل؟

فأجابته ضاحكة وهي تتحسس بطنها: إنه لا يزال في سنة أولى.

فعاد يقول لها ببراءة وهو يتفرس في وجهها: نحفت جدا يا أبلة، وصار وجهك قبيحا!

ضحكوا جميعا وهم يغطون أفواههم بأيديهم، ضحكوا حتى شعر كمال بالحياء والارتباك، أما خديجة التي لم يكن الاستياء من كمال مما تستطيعه، فقد مالت إلى أن تجاري التيار، فقالت ضاحكة: أعترف لكم بأني خسرت في أيام الوحم كل اللحم الذي تعبت أم حنفي أعواما في جمعه ولمه، نحفت وبرز أنفي، وغارت عيناي، وخيل إلي أن «الرجل» يقلب عينيه مفتشا عبثا عن العروس التي زفوها إليه؟

ثم ضحكوا ثانية حين قال ياسين: الحق أن زوجك مظلوم؛ لأنه على غباوته البادية وسيم الطلعة، فسبحان من جمع الشامي على المغربي.

تجاهلته خديجة، وخاطبت فهمي قائلة وهي تومئ إلى عائشة: كلاهما - زوجي وزوجها - في الغباء سواء! لا يكادان يبرحان البيت ليل نهار، لا هم ولا عمل، أما زوجها فوقته كله ضائع بين التدخين وعزف العود، كأنه شحاذ من الشحاذين الذين يمرون على البيوت في الأعياد، وأما زوجي فلا تراه إلا مستلقيا يدخن ويثرثر، حتى يدوخ دماغي.

فقالت عائشة كالمعتذرة: الأعيان لا يعملون!

فقالت خديجة هازئة: العفو! ... يحق لك أن تدافعي عن هذه الحياة، الحق أن الله لم يجمع بين متشابهين كما جمع بينكما، كلاكما في الكسل والدعة والخمول شخص واحد، والنبي يا سي فهمي يمر اليوم كله وهو يدخن ويعزف، وهي تزوق نفسها وتذهب وتجيء أمام المرآة.

تساءل ياسين: لم لا ما دامت ترى منظرا حسنا؟!

وقبل أن تفتح خديجة فاها سألها مستعجلا: خبريني يا أختاه ماذا تصنعين لو جاء وليدك شبيها بك؟

ناپیژندل شوی مخ