فابتسم السيد في رضا وقال بصوت خفيض: أستغفر الله يا شيخ عبد الصمد ...
فبادره الشيخ قائلا: لا تتعجل، إن مثلي لا يلقي الثناء إلا تمهيدا لقول الحق، على سبيل التشجيع يا بن عبد الجواد.
فلاح الاهتمام والحذر في عيني السيد وتمتم قائلا: ربنا يلطف بنا.
فأشار إليه بسبابته العجراء، وتساءل فيما يشبه الوعيد: ماذا تقول، وأنت المؤمن الورع، في ولعك بالنساء؟!
كان السيد معتادا لصراحته فلم ينزعج لانقضاضه، وضحك ضحكة مقتضبة، ثم قال: ما علي من ذاك، ألا يحدث رسول الله
صلى الله عليه وسلم
عن حبه للطيب والنساء؟
فقطب الشيخ ومط بوزه محتجا على منطق السيد الذي لم يعجبه، وقال: الحلال غير الحرام يا بن عبد الجواد، والزواج غير الجري وراء الفاجرات.
فمد السيد بصره للاشيء وقال بلهجة جدية: ما ارتضت نفسي يوما أن تعتدي على عرض أو كرامة قط، والحمد لله على ذلك.
فضرب الشيخ ركبتيه بيديه وقال بغرابة وباستنكار: عذر ضعيف لا ينتحله إلا ضعيف، والفسق لعنة ولو يكن بفاجرة، كان أبوك رحمه الله مولعا بالنساء، فتزوج عشرين مرة فلماذا لا تنتهج سبيله وتتنكب طريق المعاصي؟!
ناپیژندل شوی مخ