دین او علم ترمنځ: د منځنیو پېړیو په دوران کې دوی ترمنځ د تضاد تاریخ په تړاو ستورپوهنې او جغرافیې علومو او نسل کېدنې
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
ژانرونه
وكان من ذلك نتيجتان: لقيت الأولى روحا من الفزع والخوف، وحركت الثانية نزعة البحث الجدي؛ فإن الأولى ظهرت بأجلى مظاهرها في خوف اللاهوتيين وفزعهم من الكتاب. فقد علت الصيحة في جانبهم في حرارة وجد بأن الكتاب يساعد على ترويج الإلحاد وإنكار وجود الله. على أننا إذا رجعنا إلى نهج الفكرة والسبيل الذي تمشت فيها العقول منذ ذلك الحين حتى اليوم وما نشأ فيها من تطورات، لشعرنا بأنه كان من واجب قدماء أهل اللاهوت أن يصلوا إلى الله طاعة وشكرا على ظهور كتاب «شامبرس»، وأنهم كانوا أجدر بأن يضرعوا إلى الله عسى أن يكون ما فيه صحيحا. أما النتيجة الثانية فانحصرت في أن الكتاب قد هيأ القول بقبول معتقد النشوء، باعتبار أن النشوء في صورة أو وضع ما ممكن على الأقل. وعندي أن هذا الكتاب لم يكن له قيمة عملية واقعية سوى في هذه الناحية وحدها.
بعد هذا العهد بثماني سنوات نشر العلامة الفيلسوف هربرت سبنسر مقالة قارن فيها بين نظريات الخلق المستقل ونظريات النشوء، مؤيدا بكثير من البراهين الراجحة القوية النظرية الأخيرة، مظهرا بما لا يحتمل الشك أن الأنواع لا بد من أن تكون قد تهذبت وصفا بتأثير ظروف الحالات. غير أن ما في هذه الثمرات الشهية من قوة وجاذبية لم يدرك أهميتها إلا قليل من الأفذاذ. تلك الثمرات التي ظلت تتجه نحو النضج ببطء خلال سنوات عديدة.
في الأول من شهر يولية سنة 1858 قرئ أمام جماعة لينيوس
Lennaean Society
خطبتان: الأولى لشارلس داروين والثانية لألفرد روسيل وولاس، وبقراءة هاتين الخطبتين، ولدت نظرية النشوء بالانتخاب الطبيعي. وبهما فتحت ثغرة واسعة في حصن اللاهوت الآخذ بمذهب ثبات الأنواع على صورها الحالية منذ بدء الخليقة.
أما تاريخ هذه المدونات العلمية فإن أهل العصر الحديث يحفظونها عن ظهر قلب. فكيف أن شارلس داروين كان قد ألحق بجامعة كمبردج ليخرج في سلك الكهنوت الإنغليكاني، ثم تركها ليلتحق في سنة 1831 يبعث حول الأرض فوق ظهر «البيجل»، وكيف أنه ظل سنوات خمسا مكبا على الدرس والتحصيل منقبا في أدق مشاكل علم الحياة ومستعصياته كما ظهرت له آثارها فوق الأرض وفي البحار، بين البراكين والجزائر المرجانية، في الغابات ومن فوق الرمال، وفي الأقطار الاستوائية إلى البقاع المتجمدة، وكيف أنه في جزر رأس فيردوالغلاباغوس وفي البرازيل وباتاغونيا وأستراليا، استطاع أن يسائل الطبيعة وأن يستدر وحي أسرارها بقوة في الفكر واستعماق في النظر لم يبزه فيهما عالم من قبل، وكيف أنه عاد إلى إنجلترا غير معروف ولا مذكور بلسان، بل عكف هادئا وادعا مكبا على عمله، ثم سرعان ما وجه أنظار العالم كله إلى التفكير في أمر مباحثه التي بثها في كتبه مثل كتاب جزائر المرجان
Reifs Coral ، ومقالته في الحيوانات السلكية الأرجل
Cirripedes
وكيف أنه في النهاية عرض مخطوطته التي حاول فيها أن يكشف عن سر الأسرار في أصل الأنواع، وكيف أتبع ذلك بمقالات عديدة رفعته إلى مصاف كبار الرواد في تاريخ الفكر الإنساني. كل هذه الحقائق ذائع أمرها مذكورة غير منسية من طلاب العلم وأهل التاريخ.
ولقد أخذ عالم العلم يحقق شيئا فشيئا القوى الخلقية العظيمة التي أظهرها داروين في كل دور من أدوار حياته. فموهبة القدرة على الصمت والسكون، وتلك القوة العظمى التي أظهرها في الاحتفاظ بفكرته الكبيرة - فكرة النشوء بالانتخاب الطبيعي - مستعرضا إياها في جو من الدرس الهادئ العميق والتأمل الواسع المستفيض - خلال حقبة من الزمان لا يقل مداها عن العشرين عاما على وجه التقريب - فلم يشر إليها بإشارة ولم يبشر بها للعالم ولو تلميحا، بل جال في كل مجال من العلم ليستجمع الأدلة والبراهين، إما لها أو عليها، وليحصل على أكبر مجموعة في المادة العلمية التي تمكنه من حل المشكلات التي عرضت له. عامة؛ لذا حقق لدى العلماء ما كان لداروين من قوة الخلق وصلابة الأعضاء.
ناپیژندل شوی مخ