كَذَا وَقع هَذَا الحَدِيث فِي النّسخ، وَهُوَ خطأ ينقص مِنْهُ وَاحِد، فَإِنَّمَا يرويهِ حَكِيم بن حَكِيم، عَن أبي أُمَامَة بن سهل بن حنيف، قَالَ: كتب عمر بن الْخطاب.
وأخاف أَن يكون إِنَّمَا سقط لأبي مُحَمَّد نَفسه، بِقَرِينَة أذكرها /، وَذَلِكَ أَن الحَدِيث هُوَ فِي التِّرْمِذِيّ هَكَذَا: عَن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث، عَن حَكِيم بن حَكِيم بن عباد بن حنيف، عَن أبي أُمَامَة بن سهل بن حنيف، قَالَ: كتب عمر ابْن الْخطاب.
هَذَا نَصه، فأظن أَن أَبَا مُحَمَّد ألْقى بَصَره على حَكِيم بن حَكِيم بن عباد بن حنيف، فَكَتبهُ مُقْتَصرا من نسبه على أَبِيه، ثمَّ أعَاد بَصَره، فَوَقع على حنيف جد أبي أُمَامَة الْمُتَّصِل بِهِ، قَالَ: كتب عمر بن الْخطاب، فَظَنهُ حَنِيفا جد حَكِيم الَّذِي قد عول على اختصاره، فَكتب مَا بعده، وَذَلِكَ قَوْله: قَالَ: كتب عمر ابْن الْخطاب، وَلَو كَانَ الثَّابِت فِي الْأَحْكَام: " عَن حَكِيم بن حَكِيم بن عباد بن حنيف قَالَ: كتب عمر بن الْخطاب " كنت أَقُول: على النَّاسِخ سقط مَا بَين حنيف وحنيف / فَلَمَّا لم يثبت كَذَلِك، دلّ على أَنه من عمله، وَلَكِن بَقِي الآخر مُمكنا، وَبِاعْتِبَار إِمْكَانه لم أكتب هَذَا فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي أوردهَا على أَنَّهَا مُتَّصِلَة وَهِي مُنْقَطِعَة.
وَقد تحقق الظَّن وارتفع الِاحْتِمَال، بِأَنَّهُ فِي كِتَابه الْكَبِير هَكَذَا - وَمن خطه نقلت - التِّرْمِذِيّ، قَالَ: حَدثنَا بنْدَار، وَحدثنَا أَحْمد الزبيرِي، حَدثنَا سُفْيَان، عَن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث، عَن حَكِيم بن حَكِيم بن عباد بن
2 / 63