بیان په انگریز او افغانانو کې
البيان في الإنجليز والأفغان
ژانرونه
ومع ذلك، يجب أن نضع في ذهننا أن هذا الضعف وغياب التماسك لا ينشئان من أي حاجة إلى العقلاء والحصفاء بين أولئك القوم، فهم يتحركون من خطأ مستهجن كامن في طبيعتهم، ألا وهو الأنانية التي تعد فيهم من الدرجة الثالثة؛ وذلك لأن حب الذات له ثلاث درجات مختلفة: الأولى: حين يحب الشخص نفسه ويحب الغير أيضا، بغير دافع المصلحة. وهذه صفة الإنسان الكامل، والأخرى: هي حب الذات، وحب الغير إذا كان في هؤلاء الغير منفعة، دون إضرار بهم. وهذه صفة الإنسان المتوسط الفضائل. والأخيرة: هي حب الذات وتحقيق المكاسب حتى على حساب الإضرار بالعالم كله. وهذه أدنى أشكال تلك الصفة.
ومع أن الذي تكون فيه هذه الدرجة الدنيا يظهر حبه لذاته، فهو في الحقيقة عدو لنفسه؛ لأن أنانيته تؤدي به إلى مسالك خطرة، وتلحق به كثيرا من الشرور؛ وذلك لأن من يتميز بهذا الغرور لا يكف عن الاستخفاف بحقوق الغير، ولا يحرص إلا على خدمة غاياته، فالغرور يعميه أولا عن الصواب ، وبذلك يمنعه من التمييز بين الشر والخير. ثانيا يغري من على شاكلته بمعارضته؛ لأن العقل البشري مفطور على كراهية الذين لا يحترمون حقوقه، ثم هو يؤدي به أخيرا إلى الطمع فيما يملكه الغير، والتخطيط لحرمانهم مما يملكون، فيحدث - بالطبع - العداء والنزاع.
ولا جدال في أن الشعب الإنجليزي العظيم مصبوب في هذا القالب.
أنانية الجنس الإنجليزي
البرهان التالي يقوم على استخدام المنطق، من المعلول إلى العلة، ويصلح دليلا لأولئك الذين يبحثون عن العلم، ويجدر بالسائل أن يعتني بملاحظة النتائج التي ترتبت على الأنانية المفرطة عند الإنجليز.
وسوف ننتقل الآن إلى بيان بعض هذه النتائج:
أولا:
سنضرب المثال بالأمريكيين الذين ثاروا على الإنجليز، فمع أنهم يشتركون معهم في اللغة والدين نراهم يظهرون لهم عداوة صريحة، ولا يرجون شيئا أفضل من أن يروا مملكتهم في حكم الزوال. وليس من السهل إدراك مثل هذا المشهد الرهيب إلا بإرجاعه إلى حب الذات المفرط الذي شرحناه؛ لأننا نرى أن وحدة شعبين في اللغة والعقيدة رباط أقوى من أي رباط آخر بين البشر.
ثانيا:
منذ نحو عشرين عاما اتحد شعب الهند - سنيين وشيعيين ووثنيين - وتآمروا على الإطاحة بالاستعباد الإنجليزي، وكان أهل السنة بقيادة فيروز شاه، والشيعة بقيادة باجس قدر، وأمه البيجوم صاحب، والوثنيون بقيادة نانا روا صاحب. وقد ثار هؤلاء على الإنجليز، وقتلوا وذبحوا الكثيرين منهم، إلى حد أن حكمهم للبلاد أوشك على السقوط، وما زال الشعور بالعداوة والبغضاء قائما، وقد تحققا بدرجة عالية إلى حد أنه لا يوجد هندي لا يصلي من أجل زحف الروس إلى حدود الهند، ولا ينتظر اقترابهم متلهفا حتى يتمكنوا من تخليصهم من السيطرة الإنجليزية.
ناپیژندل شوی مخ