والتحقيق (1) ما ذكرناه.
ثم هذا التأليف بين الذاتيات لا يكفى وجوده كيف اتفق بل لا بد فيه من هيئة وترتيب فان معنى الحد فى الذهن مثال مطابق للمحدود فى الوجود.
فكما أن المحدود لا يوجد الا بتأليف مخصوص لأجزائه كالسرير لا يكفى فى وجوده جمع الخشب وتركيبه كيف كان، بل لا بد أن يكون مع ترتيب وهيئة مخصوصة.
وكذلك كل ماهية مركبة انما تركب وتحصل بأن يقرن المعنى الخاص- وهو الفصل- بالمعنى المشترك فيه فيقومه ويقيده مخصصا فى الوجود، ان كانت مقوماته (2) أجناسا وفصولا وأن يلحق المعنى العارض بما هو
أما ما ذكره المصنف من الجسم الأبيض فهو من المركبات الاعتبارية والماهيات الاعتبارية لا اعتبار لها فى نظر طالب العلوم الحقيقية والعدالة لم تخرج عن أنها كيف من الكيفيات بتركب فى وجوده الخارجى من عدة أمور تدخل فيه كما يدخل الحس وقوة الحركة وقوة الإرادة فى تركيب الحيوان، ثم ينتزع منها فصول تحمل عليه فيمكن أن يقال العدالة كيف أو خلق جامع للعفة واخواتها.
وزعم أن هناك فرقا بين «جامع للثلاثة» وبين «متحرك بالارادة وحساس» لا دليل عليه فهذا هو ما حمل الشيخ على حصر اجزاء الحد فى الجنس والفصل لانحصار أجزاء الماهيات فيهما.
مخ ۱۴۵