118

Basa'ir fi al-Fitan

بصائر في الفتن

خپرندوی

الدار العالمية للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

د خپرونکي ځای

الإسكندرية - مصر

ژانرونه

فالعمل الصالح وسيلة للثبات على الحق، قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا﴾ [النساء: ٦٦].
وإن النفس وقت الفتن إن لم يبادر المؤمن بإشغالها بالحق، شغلته بالباطل ولا بد.
قال الحسن البصريّ -رحمه الله تعالى-:"نفسك إن لم تشغلها بالحق؛ شغلتك بالباطل".
وصاحب الأعمال الصالحة لا يخزيه الله أبدًا:
ففي حديث بدء الوحي قالت خديجة ﵂ للنبي- صلى الله عليه سلم-: "كلا والله! لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتَقْرِي الضيفَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتُكْسِبُ المعدومَ، وتُعين على نوائب الحق" (١).
ورُوي عن النبي ﷺ أنه قال: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء" (٢).
وُيروى أن الفتنة لما وقعت، قال طلق بن حبيب: "اتقوها بالتقوى".
وعن معقل بن يسار ﵁ قال رسول الله ﷺ: "العبادة في الهَرْج كهجرة إليَّ" (٣).
قال الأُبِّيُّ المالكي -رحمه الله تعالى-: "الهَرْجُ: الفنتة والاختلاط، ووجه التشبيه: أن المهاجر فَرَّ بدينه ممن يصده عنه إلى الاعتصام برسول الله ﷺ وكذلك هذا

(١) رواه البخاريّ رقم (٣)، ومسلم (٢٤٥) من حديث أم المؤمنين عائشة ﵂.
(٢) روي من طرق عن جمع من الصحابة ﵃ انظرها في "السلسلة الصحيحة" رقم (١٩٠٨).
(٣) رواه مسلم رقم (٥٣٧٦).

1 / 118