وفي العشر الأولى من هذا الشهر وصل الخبر أن برشة من عمان وصلت إلى ساحل أحور، حال رجوعهم من ساحل عدن، فانكسرت عليهم وغرق في البحر بعضهم، وراح عليهم منها حوائجهم وما فيها من سلاحهم ومدافعهم، وخرج آخرون ممن سلم منهم إلى ساحل أحور، فانتهب ما عليهم أهل أحور مما بقي معهم، وقتلوا منهم.
وفي هذا الشهر أعاد الإمام ما كان أراده سابقا من الضريبة الجديدة، وجعل القرش صرفة من حرفين إلى تسعين، وصرفه يومئذ بالدراهم القديمة بثلاثة أحرف وعشرة كبار، فحصل عليهم النقص بقدر الثلث من أموالهم، فتضرر التجار وأهل الأسباب من ذلك الأمر لما ينالهم من الخسران، بحيث سخط من سخط منهم لما تفوت عليهم من أموالهم، وارتفع سعر البضائع يومئذ؛ لأجل هذه الضريبة، ولأجل ما حصل في البنادر من انقطاع الخارج من الهند وسائر الجهات القريبة، فلم يخفف ذلك المتوكل ترك الضريبة، ولحصول شدة ألمه من خلاله كان سبب عدم تمام قصده[65/ب].
وظهرت في هذه الأيام في عشرين الشهر المذكور جراد من جهة الشام، ومرت اليمن إلى جهة الجنوب، ولعلها من الدبا الذي أخبر به الحجاج بمكة تلك الأيام.
مخ ۳۸۰