197

ووصل محمد بن الإمام من ضوران إلى صنعاء يوم الإثنين ثالث وعشرين شهر شوال وصنوه على أمره بالسكون بمدينة ذمار، وفرحان عاد من شهارة إلى حضرة أحمد بن الحسن وأمره بالعزم لموسم الحج إلى بيت الله الحرام، على مقتضى عادته، وأمر محمد بن الإمام بزلاجه.

وكان قد وصل السيد أحمد بن إبراهيم المؤيدي الذي كان دعا في بني جماعة بشام صعدة إلى شهارة، وابن جلا صاحب حسن ابن المتوكل سكن في بيت الفقيه [161/أ] [و] الزيدية بتهامة، معتزيا إلى جناب القاسم صاحب شهارة، وخرج عند وصول المحبشي من بلاد الضحي وتلك الجهة، وسار إلى بيته بجبلة، وساق ابن جلا من تهامة الطعامات إلى شهارة، فلما عرف بذلك الذين بالصلبة قصدوا إلى طريقهم في بلاد بني قيس مساقط حجة، فمنعوهم وانتهبوا عليهم، فانقطع السياق حينئذ من تهامة إلى شهارة، فحصل التضرر معهم، وكان قد أرسل أحمد بن الحسن إلى تلك الجهة السيد حسين بن معل، وجاب طريق ضوران وبلاد آنس.

ووصل خبر بأن الهياثم في بلاد مشرق رداع دخلوا إلى حصن دثينة ، وقتلوا من رتبته نفرين، واستولوا على جملته، فتغير حسين بن حسن؛ لأنها موجهة إليه، وفي حوزته، وفسح أحمد بن الحسن للشيخ الهيثمي بالعزم إلى جهاته.

ودار هذا الوقت الغلاء في الأسعار مع الأمطار في فصل الشتاء، والله يفيض [161/ب[على] المسلمين بالخير الشامل برحمته.

ونزل هذه الأيام بصنعاء ثلج من السماء في فصل الشتاء عند رجوع الشمس، أصبح على الأرض مفروشا، وعلى ساحاتها مبسوطا كالملح المدقوق، فإذا حمت الشمس ماع وقل ما يتفق فيها، فلذلك يؤرخ ذكره لندوره، وأما محل عادته فهو جبل قاهر حضور، يقع فيه كثير من السنين.

مخ ۴۹۸