============================================================
عمار البدليسي بثبات القلب في الشهود، وعلى الشهود يثبت نظر عين الرأس. ثم لاتصال القلب بالقوة، اتصف البصر بصفة البصيرة.
3 (22ب) فإذا توحد وتفرد نظر قلب العبد عن رؤية وهائط(1) باطنه وظاهره في بده موت الإرادة، تم موث إرادته لله من الإرادات، واختياره لله من الاختيارات، وجميع الملتمسات من المحمودات، فضلا عن المذمومات. وإذا حصل كذلك، فإنه يجب أن يتوخد نظر قلبه من الحالات والمقامات، والمشاهدات والمؤانسات، حتى لا يسكن إلا إلى الله. فيصير باطن العبد عند الكمال بمثابة الآخرة، وظاهره بمثابة الدنيا، فهو بقلبه في 9الآخرة، وبقالبه في الدنيا.
وإنما تتبين أحوال الاخرة للعبد بقدر صفاء قلبه، وتفرغ باطنه من الأضداد الدنياوية، فما من شيء نظر إليه ذو القلب بعين رأسه، إلا رأى الله 12 فيه، أو معه، أو قبله (2). لأن القلب إنما خلق(3) لأجل الله ومعرفته. فإذا تفرغ من هموم ما سوى الله، لم يبق له إلا النظر إلى الله . ألا ترى أن الميت أحواله في الآخرة. كما قال الله تعالى: فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليؤم حديد (القرآن الكريم 22/50).
1 فقوم يكشف لهم بعد الموت. وقوم يكشف لهم قبل الموت، لأنهم ماتوا من حيث الصفات. فصار(4) موتهم حياة. ومن فتح الله عين قلبه في الدنيا فلا غطاء له . ولو جاز أن لا يرتفع غطاء القلب لأحد في الحياة الدنيا، (1) الوهائط، لعلها بمعنى الوهاط، جمع وفطة، أي: المواضع المطمثتة .
(2) إلا... قبله: أضيفت في الهامش.
(3) خلق، في الأصل: خلقت.
4) قصار، في الأصل: فصارت.
مخ ۶۰