============================================================
عمار البدليسي فالولي المقيد، هو الذي ولي ولم يعلم أنه ولي: حسن الله أخلاقه وأحواله وأقواله. فالخلق منه في دعة وراحة، وينتفعون منه بشيء من أحواله، في كل حال، وبشيء من دعواته. لأنه يشتجاب له في نفسه، في كل حال، ويستجاب له في غيره، إلا في حال دون حال. وهذا من حزب الصالحين - على قياس نبي لم يتبعه أحد قط - لأنه لا تولية له على أحد، 6 فلا متابعة له من أحد، لأنه لا علم له بحاله، فلا علم له بحال غيره. وهذا ولي لم يغرف، ولم يعرف، ولا يغرفه إلا الله، كما قال: "أوليائي تحت قبائي(1) لا يعلمهم سواي"، معناه: لا يعرف ولايتهم ومنزلتهم سواي. لأن إمارات الولاية مخفية(2) عنه وعن الخلق. وأما إمارات أعماله وأحواله معلوم (3) له وللخلق(4).
والولي الذي ولي على نفسه، وعلى أناس قليل، فهو أيضا مقيد 12 التصرف، على بعض دون بعض فالخلق ينتفعون به على قدر ولايته وتصرفه، ويستجاب له(5) في أهل تصرفه، ولا يستجاب له في غير أهل تصرفه. وهذا في حزب الأبرار، على قياس نبي يتبعه نفر قليل، كما قال، 15 عليه السلام: "عرضت علي الأمم، فرأيت أمتي قد ملؤوا السهل والجبل"(2) .
"وعرضوا(1) علي الأنبياء: فمن نبي لا يتبعه إلا الرجل والرجلين، ومن نبي (1) قبائي: ثوبي (2) مخفية، في الأصل: مخيفة: (3) معلوم، كذا، والأصح: فمعلومة.
4) قارن ببهجة فصل 21، ص 19/93 - 5/94.
(5) له، في الأصل: منه.
(6) انظر المعجم المفهرس 1:3، تحت: سهل، حيث يشير إلى مسند أحمد 403:1 454 بنصوص مختلفة.
(7) وعرضوا: كذا في الأصل.
مخ ۴۴