161

بهجة النفوس

بهجة النفوس والأسرار في تاريخ دار هجرة النبي المختار - الجزء1

پوهندوی

أ د محمد عبد الوهاب فضل، أستاذ تاريخ الحضارة الإسلامية - جامعة الأزهر

خپرندوی

دار الغرب الاسلامي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

٢٠٠٢ م

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

وشهرين ويوم واحد، فكان بين المبعث والهجرة إثنتا عشرة سنة وتسعة أشهر وعشرين يوما، وقيل: كانت إقامته بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة (^١). وقيل: كان دليل رسول الله، ﷺ، إلى المدينة سعد العرجي، وهو سعد ابن الحارث بن كعب بن هوازن (^٢)، وإنما قيل له العرجي، لأنه اجتمع مع رسول الله، ﷺ، بالعرج (^٣) وهو يريد المدينة، فأسلم وكان دليلهم (^٤). ومروا على خيمتي أم معبد الخزاعية (^٥)، فوجدوا عندها شاة قد خلفها الجهد، فاستأذنها في أن يحلبها، فأذنت له، فمسح رسول الله، ﷺ، ضرعها بيده، وسمى الله تعالى ودعا لها في شاتها، فتفاجت عليه ودرت. فتفاجت: أي فتحت ما بين رجليها - فحلب، وسقى أصحابه، وسقى أم معبد، وشرب، ثم حلب إناء وغادره عندها، ثم بايعها ﷺ، على الإسلام، وارتحل عنها (^٦)، وأصبح صوت بمكة عال يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه وهو ينشد (^٧):

(^١) كذا ورد عند محب الطبري في خلاصة سير ص ٢٨، وعند النهرواني في تاريخ المدينة (ق ١٨) وحول اختلاف أهل العلم في مدة مقام رسول الله ﷺ بمكة بعد ما استنبيء. انظر: الطبري: تاريخ الرسل ٢/ ٢٨٣ - ٢٨٤. (^٢) انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب ٢/ ٦١٢، ابن حجر: الاصابة ٣/ ٩٢ - ٩٣. (^٣) العرج: عقبة بين مكة والمدينة على طريق الحاج. انظر: ياقوت: معجم البلدان ٤/ ٩٩. (^٤) انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب ٢/ ٦١٢. (^٥) أم معبد الخزاعية، اسمها عاتكة بنت خالد، كان منزلها بقديد، عاشت حتى كان زمان الرمادة سنة (١٨ هـ). انظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى ١/ ٢٣٢،٨/ ٢٨٨، ابن عبد البر: الاستيعاب ٤/ ١٩٥٨ - ١٩٦١. (^٦) راجع قصة أم معبد في: سيرة ابن هشام ١/ ٤٨٧، طبقات ابن سعد ١/ ٢٣٠ - ٢٣١، دلائل النبوة للبيهقي ٢/ ٤٩٣، الاستيعاب لابن عبد البر ٤/ ١٩٥٩. (^٧) خبر الهاتف من الجن وشعره ورد في: سيرة ابن هشام ١/ ٤٨٧، طبقات ابن سعد ١/ ٢٣٠، تاريخ الطبري ٢/ ٣٨٠.

1 / 164