بهګت الانوار
بهجة الأنوار
(257)(أو إن يكن أتاه باستخفاف والثاني عندهم بلا خلاف) أي اختلف العلماء في بيان حقيقة الإصرار الذي تصير به الصغائر كبائر ويستحق فاعله التضليل والتفسيق فقال قوم: إن الإصرار على الذنب هو الإقامة عليه وترك الإقلاع عنه، ومثل هذا المذهب ما يروى عن السدي(_( ) هو أبو محمد اسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي القرشي مولاهم وهو السدي الكبير كان يقعد في سدة باب الجامع فسمي السدي. روى عن أنس، وابن عياس ، ورأى ابن عمر، والحسن بن علي، وأبا هريرة، وأبا سعيد، وروى عن أبيه وعطاء وعكرمة وغيرهم وروى عنه شعبة والثوري وأبوعوانة وغيرهم. قال فيه ابن تغري بردي: صاحب التفسير والمغازي والسير، وكان اماما عارفا بالوقائع وأيام الناس. وهو مختلف فيه فقد وثقه أحمد ولينه بعضهم وضعفه ابن معين وكذبه الجوزجاني، مات سنة 127ه أما السدي الصغير فهو محمد بن مروان الكوفي أحد المتروكين. ("سير النبلاء" للذهبي 6/86 "تهذيب التهذيب" لابن حجر 1/283 "الأعلام" للزركلي 1/317)._) حيث قال: "إن الإصرار الإستمرار". وذهب آخرون الى أن الإصرار على الذنب هو فعله بقصد الإستخفاف له واستحقاره، وهذا الوجه لا خلاف بينهم أنه اصرار وإنما الخلاف في الوجه الأول، أما إذا أتى الذنب مستخفا لنهي الله عنه فهو والعياذ بالله شرك فافهم الفرق بين الإستخفاف للذنب وبين الإستخفاف لنهي الله عنه فإنه مزلة الأقدام، وعن الحسن(_( ) هو الحسن البصري تقدمت ترجمته عند البيت رقم (39). _): "إن اتيان الذنب عمدا إصرار". وعليه فهو مذهب ثالث وتحرير المقام أن فاعل الصغيرة لا يبرأ منه حتى ينزل منزلة لا خلاف بين العلماء أنها إصرار لأن المختلف فيه لا يعد دينا والله تعالى أعلم.
(258)(والخلف في الولي إن أتاه فبعضهم في حكمه رآه)
(259)(ولم يتوبه وبعض ذهبا الى الوقوف قبل أن يتوبا)
مخ ۳۲۹