( تنبيه): أطلت في ترجمة هؤلاء النفر لكثرة شتمهم من قبل مخالفيهم بحق وبباطل والحق أن ما زور عنهم كثير، ونحن وإن كنا لا نتولاهم إلا أن نقل المكذوب على الخلق ليس من شيمنا، والله تعالى أعلم._) انتصب لمذهب القدرية، وهو قد تتلمذ للحسن البصري ومكث في مجالسته عشرين سنة وهو المقرر لقواعد القول بقدرة العبد وخلقه الفعل وقال: "إن الباري عادل حكيم لا يجوز أن يضاف إليه شين ولا ظلم، ولا يجوز عليه أن يريد من العباد خلاف ما يأمرهم به، ولا يجوز عليه أن يخلق للعباد شيئا ثم يجازيهم عليه، والعبد هو الفاعل للخير والشر والطاعة والمعصية، والله سبحانه مجاز له بفعله" وقال: "ليس من الحكمة أن يكون الله سبحانه يخلق الكفر للكافرين به وهو مبغض للكفر معاد للكافرين فيكون في ذلك كمن أعان على شتم نفسه" . وقال جميع الأمة قويها وضعيفها وصغيرها وكبيرها: القدر خيره وشره من الله تعالى وهو الخالق للخير والشر والقاضي والمريد والمقدر والمكون له في أوقاته التي يكون فيها، وهو مع هذا كله فعل العبد والعبد فاعله وهو له مريد مختار، قاصد اليه متحرك أو ساكن به غير مجبور عليه ولا مضطر اليه إلا ما كان من الجهم بن صفوان(_( ) ترجمته تأتي عند البيت رقم (204). _) وأصحابه فقد نقض الإجماع وقال: "القدر خيره وشره من الله، لا ما على ما قاله الأولون بل على جهة الجبر والإكراه والإضطرار للعباد الى أعمالهم، ولا قدرة للعبد في شيء من ذلك ولا قصد ولا اختيار ولا إرادة" قالوا: "وماذا للعبد من الأفعال وهو متصرف في قبضة القهر ومصرف بمقتضى العلم والإرادة والمشيئة؟" قالوا: "قد وجدنا الله سبحانه يقول: { يضل من يشاء ويهدي من يشاء } النحل : 93 وقال: { من يضلل الله فلا هادي له } الأعراف : 186 فمن شاء الله خلق له الخير ومن شاء خلق له الشر". فهذه مقالتهم.
مخ ۲۷۴