214

بهګت الانوار

بهجة الأنوار

ژانرونه

لكن "الجاهل من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني" ولو كان الحال كما يقول مخالفو الإباضية فارتكاب الكبائر ليس بمذموم! وكيف يكون ذلك والنبي - صلى الله عليه وسلم - سينصب نفسه للدفاع عنه يوم القيامة؟!! ويكون واسطة له مع ربه اللهم هذا بهتان عظيم، بل هذا مدخل لترويج المعاصي دون أن يشعر القائل بهذا المبدأ، وليتأمل المنصف قوله تعالى: { وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سؤا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم ( وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين } (الأنعام : 55) وخلاصة الكلام أن قوله - صلى الله عليه وسلم - : »شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي« إن ثبت يحمل على الذين تابوا من كبائرهم لا على من مات مصرا!! على مقارفة حرمات الله. _) وزعم أن أهل الكبائر يخرجون من النار بشفاعة الرسول لهم، فهو كافر كفر نعمة إذا ظهر منه هذا التأويل الفاسد(_( ) وقد قال بقريب من رأي الاباضية في هذه المسألة الداعية الراحل محمد الغزالي في كتابه "عقيدة المسلم" وإليك بعض نصوصه الممتعة:

يقول ص (228): "يلغط عوام المسلمين بأحاديث واردة في شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - لبعض العصاة. وتعلق أولئك بأحاديث الشفاعة يخيل إليك أن قوانين الجزاء بطلت، وأن نيران الجحيم توشك أن تتحول بردا وسلاما على عصاة المؤمنين.

مخ ۲۴۷