فصد عن نهج الصراط القاصد ... . ثم قال: والذي أولى بتأويل هذه الآية عندي أعني: { اهدنا الصراط المستقيم } أن يكون معنيا به: وفقنا للثبات على ما ارتضيته ووفقت له من أنعمت عليه من عبادك ، من قول وعمل، وذلك هو الصراط المستقيم، لأن من وفق لما وفق له من أنعم الله عليه من النبيين والصديقين والشهداء، فقد وفق للإسلام، وتصديق الرسل، والتمسك بالكتاب، والعمل بما أمر الله به، والإنزجار عما زجره عنه، واتباع منهج النبي - صلى الله عليه وسلم - ".ا.ه ثم ساق بعض الروايات عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن صحابته الكرام كابن عباس وابن مسعود وجابر بن عبدالله - رضي الله عنهم - تفسر الصراط بدين الإسلام وطريق الهداية. وعلى هذا النمط سار الإباضية ففسروا الصراط بالطريق الواضح وهو دين الإسلام الذي لا يقبل الله غيره ومثله في تفسير الطبري (1/105): "عن ابن الحنفية في قوله { اهدنا الصراط المستقيم } قال: هو دين الله الذي لا يقبل من العباد غيره". ا.ه وعلى هذا فيكون تفسير قوله تعالى: { فاهدوهم إلى صراط الجحيم } عندهم أي: قودوهم إلى طريق جهنم، ومن شاء المزيد حول تفسير الإباضية وتحليلهم للأحاديث الواردة في هذا الشأن فعليه بكتاب "معالم الدين" للعلامة الثميني (2/189و190)._).. الى آخر ما وصفوه به وحملوا ما ورد من الأحاديث في بيانه على حقيقتها، وتأولوا بها قوله تعالى: { فاهدوهم الى صراط الجحيم ( وقفوهم انهم مسئولون } الصافات : 23 و24 غاية الأمر أن هذه المسألة ومسألة الميزان ليستا من المسائل القطعية لعدم ورود القاطع فيهما وإنما هما من المسائل الظنية، فلا يجب اعتقاد شيء منها ولا يخطئ القائل فيهما برأيه والله أعلم.
الفصل الثالث
في الشفاعة
مخ ۲۳۶