_) وينصره قوله - صلى الله عليه وسلم - في رواية أخرى :(علماء أمتي كأنبياء بني اسرائيل((_( ) هذا الحديث باطل موضوع كما حققه غير واحد من أهل الصنعة وعنه يقول الشوكاني في "الفوائد المجموعة" ص(286 /المكتب الاسلامي): "حديث: علماء أمتي كأنبياء بني اسرائيل. قال ابن حجر والزركشي: لا أصل له. وروي بسند ضعيف: أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم والجهاد." ا.ه وقال العجلوني في "كشف الخفاء" (2/64): "قال السيوطي في (الدرر): لا أصل له. وقال [السخاوي] في (المقاصد): قال شيخنا يعني ابن حجر لا أصل له. وقبله الدميري والزركشي. وزاد بعضهم: ولا يعرف في كتاب معتبر." ا.ه وما بين الحاصرتين زيادة للتوضيح. _) واحتج القائلون بالثاني أن من لم يعرف بعض آي الكتاب العظيم وكان قد آمن به مجملا أنه ليس عليه أكثر من ذلك، ولايجوز له رد ما سمعه من الآي التي لم يعرفها فكذلك هذا المفتى لا يلزمه قبول قول العلماء فيما يسعه جهله إذا لم يرد قولهم ولم يكذبهم.
قلت: وهذا قياس حسن إلا أن المقاس عليه مختلف فيه على قولين، فذهب قوم إلى ما علمت من أن الإيمان بالقرآن مجملا يجزي لمن لم يعرف بعض آيه، وذهب آخرون إلى أن الإيمان به مجملا لا يجزي لمن سمع منه الآية والآيتين بل عليه أن يؤمن بكل ما سمع منه، فالأول من قول الناظم:(ورجح الأول) مفعول به والفاعل أن وصلتها لأنها في تقدير بمصدر.
(76)(وكل شيء واسع جهلك به ثم رأيت حقه ضاق انتبه)
أي كل شيء من دين الله وسعك جهله بأن لم تقم عليك حجة العلم به أو لم تركبه فرأيت حقه من باطله أي علمته. ضاق جهلك به لأن علمك بالشيء حجة عليك، ولا يسعك الرجوع من العلم إلى الجهل وإن لم تعلم أن علمك حجة عليك كما أن القرآن هدى وإن لم يهتد به أحد مثلا.
الركن الثاني
في الجملة وتفسيرها وما يشتمل عليها
مخ ۱۴۷