قلت: والقرآن لا يلتبس أيضا بالتفسير لأنهما متباينان لأجل إعجاز القرآن، وإنما جرد تفسيره عن خلطه به بين [18ب] أسطره وحواشيه لئلا يشتغل به قلب القارئ عن تدبر معاني القرآن ولطائفه وأحكامه التي لم يقدر على إحصائها إلا الله تعالى ولئلا يشتغل قلبه أيضا عن طعم حلاوة تلاوة كلام الله تعالى والتخشع به والاتعاظ به وتحسينه بصوت الحسن ولئلا يشتغل بذلك عن النيات الحسنة وعن الميل إلى كلام أحكم الحاكمين،
فصل في تفسير الكتب في القرآن
قد يكون بمعنى الفرض، قال الله تعالى في ذلك: {وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين ........الآية} يقول فرضنا عليهم ذلك، وقوله تعالى: {كتب ربكم على نفسه الرحمة} يقول: أوجب وفرض على نفسه أنهم إذا تابوا رحمهم وأوجب لهم على نفسه الرحمة.
مخ ۷۹