وأما قوله تعالى: [ ]{وإن تك حسنة يضاعفها} فالآية على إطلاقها في أنه لا انقطاع للمضاعفة والتجديد في الآيتين وهما قوله تعالى: [ ]{من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} وقوله تعالى: [ ] {سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة} فذلك جزاء على العمل بحسب موقعه ومشقته، والإخلاص الكثير والنية الصالحة لقوله تعالى: {ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم} فالزائد على ذلك الذي لا انقطاع له في قوله تعالى:[ ]{وإن تك حسنة يضاعفها} فذلك تفضل مقطوع به وثواب على العمل، وتلك المضاعفة التي لا انقطاع لها كلها جزاء العمل الصالح؛ لأنها لولا العمل الصالح لما حصلت، فلا تخص الآية إلا آيات الإحباط {ويؤت من لدنه} أي: عليها {أجرا عظيما} بليغا في العظم؛ وكل ذلك بشرط التقوى لما ذكرنا من الأدلة، وقوله تعالى: [ ] {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} {إن الله يأمر بالعدل} أي: يفعل أفعاله كلها بالعدل بالحق، ويأمر جميع المكلفين بذلك، ويأمرهم بالإحسان إلى أنفسهم بفعهلم ما يجب عليهم، {وإيتاء ذي القربى} اللام في القربى للجنس أو للعهد [5ب] والأحسن أنها للعهد؛ لأنها قريب العدل والإحسان، واللام فيهما للعهد؛ لأن المراد العدل المعهود الذي يأمر الله تعالى به وهو العدل الذي لا يشوبه جور، وليس المقصود جنس العدل ولو مع الجور أي عدل قل أو كثر، والإحسان المعهود الكامل لا الذي مع الإساءة، وقرين الشيء حكمه حكمه لا يفرق بينهما فيما يجب ويحرم وجنس وعهد إلا بدليل؛ فيكون المقصود في القربى القربى المعهودين في الذهن وفي الخارج وهم قربا، والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي: {وإيتاء} أي: إيصال {ذي القربى} أي: صاحبها، وهي قربا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم ذريته وعترته، وقوله تعالى: {وإيتاء ذي القربى حقه} أي: قرباك، والخطاب لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فالمقصود بها قرباه -صلى الله عليه وآله وسلم- وهم ذريته -صلى الله عليه وآله وسلم- وعترته ما تناسلوا إلى يوم القيامة، والمقصود بإيتاء ذي القربى إيتاءهم حقهم الذي يجب لهم من المودة المفروضة لهم في قوله تعالى: [ ] {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}.
مخ ۱۹