السياسة الأولى سياسة الْمَعيشَة وفيهَا ثَلَاثَة مطالع أَحدهَا فِي كليات مَا تدبر بِهِ الْمَعيشَة من جَانب الْوُجُود وَفِيه خمس إنارات الثَّانِي فِي أُمَّهَات مِمَّا تحفظ بِهِ من جَانب الْعَدَم وَفِيه خمس إضاءات الثَّالِث فِي مهمات دينية يعْتَبر بهَا حفظ المعاش من جَانِبي الْوُجُود والعدم وَفِيه ثَلَاث لوامع
السياسة الثَّانِيَة سياسة النَّاس وفيهَا سِتّ مسَائِل مسكة الختام بتقرير أَن سيرة النَّبِي ﷺ فِي سياستي الدّين وَالدُّنْيَا هِيَ السِّيرَة الجامعة لمحاسن الشيم وَمَكَارِم الْأَخْلَاق ﷺ تَسْلِيمًا
وَبعد دلَالَة هَذَا العنوان على مُجمل مَا حواه مَجْمُوع الدِّيوَان فلنشرع فِي إِيرَاده مفصلا وبكفاية الِاقْتِصَار على أوجز الِاخْتِصَار محصلا
وَالله تَعَالَى الْمَحْمُود على مَا أعَان عَلَيْهِ من ذَلِك وأقدر وأمد من طوله بِمَا أورد من حوله وأصدر وَهُوَ سُبْحَانَهُ المسؤول أَن يعْصم فِيهِ من الزلل ويحفظ من سوء الْخَطَأ والخلل وَيحسن فِيهِ النِّيَّة ويبلغ
الْمُقدمَة الأولى فِي تَقْرِير مَا يوطىء للنَّظَر فِي الْملك عقلا وَفِيه عشرُون سَابِقَة
السَّابِقَة الأولى
إِن الِاجْتِمَاع الإنساني هُوَ عمرَان الْعَالم ضَرُورِيّ وَمن ثمَّ قَالَ
1 / 46