ـ[بدائع السلك في طبائع الملك]ـ
المؤلف: محمد بن علي بن محمد الأصبحي الأندلسي، أبو عبد الله، شمس الدين الغرناطي ابن الأزرق (المتوفى: ٨٩٦هـ)
المحقق: د. علي سامي النشار
الناشر: وزارة الإعلام - العراق
الطبعة: الأولى
عدد الأجزاء: ١
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
1 / 1
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
وَصلى الله على مَوْلَانَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه الْحَمد لله مَالك الْملك إِيجَاد وتدبير ومبدعه من فيض جوده عليما بأسرار وجوده خيرا ومؤته من شَاءَ رَئِيسا بِهِ وأميرا وجاعل سياسته الحسان تبقى على تَمُدَّن الْإِنْسَان تعبيرا ومعينه بالوزارة الَّتِي كفته من مؤونة الْأَمَانَة عسيرا وَجعلت تشييد أَرْكَانه على حسب إِمْكَانه يَسِيرا
نحمده سُبْحَانَهُ وحمده أوجب مَا صدر فِي مبادئ ذَوَات البال تصديرا واعجب مَا اعْتمد فِي الإصدار والإيراد بنجاح الْقَصْد وَالْمرَاد جَدِيرًا ونشكره على نعمه الَّتِي لَا تحصى بمجمل مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن تَفْسِيرا وَلَا يلحظ الْبَصَر مجلى الْجمال مِنْهَا ومظهره إِلَّا وَقد انْقَلب خاسئا بِمَا بهره حسيرا
ونشهد أَن لَا اله إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ الَّذِي خلق كل شَيْء فقدره تَقْديرا وَانْفَرَدَ بِحسان أَسْمَائِهِ على خلق أرضه وسمائه قَدِيرًا
ونشهد أَن سيدنَا ومولانا مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الْمبلغ بِهِ مأمول المتوسل بِهِ وسؤله الَّذِي نور بهدايته الْقُلُوب تنويرا وأوضح فِي مَنْهَج السياسة أحْسنهَا فِي تَدْبِير الرياسة تصويرا وَأوجب لخلفائه توقيرا بَالغا وتقديرا وَاتخذ من صَحبه الْكِرَام فِي معالجة الصعب المرام وزيرا الْمُؤَيد من المعجزات القواطع والآيات السواطع بِمَا قَامَ بِهِ بشيرا وَنَذِيرا وأسمع من وَعِيد الْعِصْيَان لطاعة الْملك الديَّان تحذيرا صَاحب اللِّوَاء المنشور والشفاعة
1 / 33
الْعُظْمَى يَوْم النشور وَقد حبر محاسد مقَامه الْمَحْمُود تحبيرا وَأظْهر من خصوصيته للعيان مَا يضيق عَنهُ نطاق الْبَيَان تعبيرا صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله الْأَبْرَار وَأَصْحَابه الناصرين لَهُ فِي الأحلاء والأمرار الَّذين بلغُوا خطاب التشريع اقْتِضَاء وتخييرا واعتصموا بواضحات الدّلَالَة فَمَا غيروا بشبهات الضَّلَالَة تغييرا صَلَاة نستمنح بهَا لمنذور الْحَسَنَات توفيرا ولعظائم الجرائم يَوْم ابتلاء السرائر تكفيرا مالاح انبهار الصُّبْح الباهر فِي مطالع الْأُفق الظَّاهِر مُسْتَطِيرا وَمَا زَاد الْغَمَام الماطر وأنفاس الرَّوْض العاطر تعطيرا
أما بعد فان من اشهر مَا علم عقلا وسمعا وَجمع فِيهِ بِشَرْط الْقبُول لبرهانه المقبول جمعا إِن الْملك صُورَة الْعمرَان البشري وقراره وَمَعْنَاهُ الَّذِي يشْتَمل عَلَيْهِ فَوَائِد الِاحْتِيَاج وأسراره وَإِنِّي لما رَأَيْت من ذَلِك مَا هُوَ أتنور من شمس الظهيرة وَأجلى فِي الظُّهُور عِنْد الْخَاصَّة وَالْجُمْهُور من القضايا الشهيرة قصدت إِلَى تَلْخِيص مَا كتب النَّاس فِي الْملك والإمارة والسياسة الَّتِي رعيها على الإسعاد بصلاح المعاش والمعاد اصدق إِمَارَة على نهج يكْشف من محيا الْحِكْمَة قناع الاحجاب وَيَأْتِي فِي تَقْرِيره لتهذيب مَا فضل من تحريره بالعجب العجاب لأتحف بِهِ من تشوف لهَذَا الْغَرَض وَلم يعدل فِيهِ من الْجَوْهَر إِلَى الْعرض من أَمِير صدقت فِيهِ رغبته وَظَهَرت
1 / 34
ومأمور وضحت بِهِ دَلَائِل الإفادة بِهِ وبهرت وَلما اشْتَمَل على كثير من أَحْوَال الْملك والدول وأمتع إِيرَاده لمختار مُرَاده من حكم الْأَوَاخِر وَالْأول أبدى من أسرار الْخَلِيفَة عجائب غَرِيبَة وَقرر لَهَا من برهَان الْعقل السَّلِيم مَا كَفاهُ فِي التَّسْلِيم والشكوك المريبة سميته
بَدَائِع السلك فِي طبائع الْملك
عناية بِمَا احتوى علنه من الْقَوَاعِد الْحكمِيَّة الِاعْتِبَار والحقائق الَّتِي حررها بأوضح الدَّلِيل من شُبُهَات التضليل نحار ير الْعلمَاء الْأَحْبَار والفوائد الشَّرْعِيَّة وان كَانَت الْمُقدمَة بِمَا سواهَا على الْإِطْلَاق مستخدمة فَهِيَ من حَيْثُ قَصده الأول مكملة ولعلمه فِي التفريغ إِذا تعلق بِهِ خطاب التشريع مُهْملَة أَو معملة وَلَو خصت السياسة بلحظ جَانبهَا المرعي الذمام واعمل فِي فَائِدَة عَملهَا بمعتبرها فِي التصريف ومعلمها وَأوجب الْعِنَايَة بهَا والاهتمام لناسب أَن يُسمى بتحرير السياسة فَهِيَ من الْعلم الَّذِي لَا يسْتَغْنى عَنهُ سوقه وَلَا ملك وَلَا من نهج
1 / 35
بِهِ فِي التَّقْوِيم سَبِيل الرشد القويم وسلك فَمن سَمَّاهُ بذلك فوجهه وضاح الأسرة مشرقها ولحظة فِي الِاعْتِبَار الْمُنَاسب أصيل الْمُنَاسب معرقها وَقد حَاشِيَته من سير اللَّهْو والبطالة وباختصار محصولة من فروع مَا جمع وأصوله عَن الإسهاب والإطالة وهذبت ترتيبه وتفصيله وَذَهَبت بنضار فرائده على كَثْرَة فَوَائِد بَيَانه وتحصيله وَجعلت لكل وَارِد مشرعا وبأ عذب المشارب مترعا فَأن وَقع هُنَاكَ مِمَّن نظر فِيهِ ة اضيا وَعَن استهداف تصنيفه لرميه بسهام تعنيفه متغاضيا فَعَسَى أَن يكون لَهُ بالاجاده شاهدنا ولعذره فِي الإغفال لشروط الاحتفال مَا هدا وَإِلَّا فقبوله من الملتمس لَهُ مأمول وسمحه بإرضائه يستغرقه من أَعْضَائِهِ عُمُوم مِنْهُ وشمول ورتبته على مقدمتين وَأَرْبَعَة كتب وخاتمة اذْكُرْهَا الْآن إِجْمَالا وأدل بهَا النَّاظر على مَا اشْتَمَلت عَلَيْهِ اشتمالا
الْمُقدمَة الأولى
فِي تَقْرِير مَا يوطىء للنَّظَر فِي الْملك عقلا وفيهَا عشرُون سَابِقَة
الْمُقدمَة الثَّانِيَة
فِي تمهيد أصُول من الْكَلَام فِيهِ شرعا وفيهَا عشرُون فَاتِحَة
1 / 36
الْكتاب الأول
فِي حَقِيقَة الْملك والخلافة وَسَائِر أَنْوَاع الرياسات وَسبب وجود ذَلِك وَشَرطه وَفِيه بَابَانِ
الْبَاب الأول
فِي حَقِيقَة الْملك والخلافة وَسَائِر أَنْوَاع الرياسة وَفِيه ثَلَاثَة أنظار
النّظر الأول
فِي حَقِيقَة الْخلَافَة وَفِيه خمس مسَائِل
النّظر الثَّانِي
فِي حَقِيقَة الْخلَافَة وَفِيه خمس مسَائِل
النّظر الثَّالِث
فِي سَائِر أَنْوَاع الرياسة وَهِي نَوْعَانِ
الْبَاب الثَّانِي
فِي سَبَب وجود الْملك وَشَرطه وَفِيه ثَلَاثَة أَطْرَاف
الطّرف الأول
فِي سَبَب وجود الْملك وَفِيه عشر حكم يشْتَمل عَلَيْهَا سَبَب الْحَاجة إِلَيْهِ
الطّرف الثَّانِي
فِي شَرط وجود الْملك وَفِيه عشرُون مَسْأَلَة
1 / 37
الطّرف الثَّالِث
فِي الحروب ومذاهب الْأُمَم فِي ترتيبها وَمَا يلْزم فِيهَا من الْآدَاب والمكائد وَفِيه ثَلَاث مُقَدمَات وَسِتَّة فُصُول وتتميمتان
الْكتاب الثَّانِي
فِي أَرْكَان الْملك وقواعد مبناه ضَرُورَة وكمالا وَفِيه بَابَانِ
الْبَاب الأول
فِي الْأَفْعَال الَّتِي تُقَام بهَا صُورَة الْملك ووجوده وَهِي عشرُون ركنا ضَرُورِيَّة وكمالية
الرُّكْن الأول
نصب الْوَزير وَفِيه مقدمتان وَثَلَاثَة مطَالب
الرُّكْن الثَّانِي
فِي إِقَامَة الشَّرِيعَة وَفِيه مُقَدّمَة وَثَلَاثَة فُصُول
الرُّكْن الثَّالِث
فِي إعداد الْجند وَفِيه مقدمتان وَأَرْبع عنايات
الرُّكْن الرَّابِع
حفظ المَال وَفِيه قطبان
الرُّكْن الْخَامِس
تَكْثِير الْعِمَارَة وَفِيه مقدمتان وَثَلَاثَة مَقَاصِد
1 / 38
الرُّكْن السَّادِس
إِقَامَة الْعدْل وَفِيه مُقَدّمَة ومسلكان
الرُّكْن السَّابِع
توليد الخطط وَهِي الدِّينِيَّة وَهِي سبع إِقَامَة الصَّلَاة والتدريس والفتيا وَالْقَضَاء وَالْعَدَالَة والحسبة والسككة
الرُّكْن الثَّامِن
تَرْتِيب الْمَرَاتِب السُّلْطَانِيَّة وَفِيه ثَلَاث مُقَدمَات وَخمْس مَرَاتِب وَهِي الحجابة وَالْكِتَابَة وديوان الْعَمَل والجباية والشرطة
الرُّكْن التَّاسِع
رِعَايَة السياسة وَفِيه مقدمتان ومنهجان
الرُّكْن الْعَاشِر
تَقْدِيم مشورة ذَوي الرَّأْي والتجربة وَفِيه ثَلَاث مُقَدمَات وَأَرْبع مقامات
الرُّكْن الْحَادِي عشر
بذل النَّصِيحَة وَفِيه سِتّ مسَائِل وتكملة
الرُّكْن الثَّانِي عشر
أَحْكَام التَّدْبِير وَفِيه ثَمَان مسَائِل
الرُّكْن الثَّالِث عشر
تَقْدِيم الْوُلَاة والعمال وَفِيه ثَمَان مسَائِل وتتميم
1 / 39
الرُّكْن الرَّابِع عشر
اتِّخَاذ البطانة وَأهل الْبسَاط وَفِيه ثَمَان مسَائِل وَثَلَاث فَوَائِد مكملة
الرُّكْن الْخَامِس عشر
تنظيم الْمجْلس وعوائده وَفِيه خمس مسَائِل
الرُّكْن السَّادِس عشر
تَقْدِير الظُّهُور والاحتجاب وَفِيه نظران أَحدهمَا فِي الظُّهُور وَفِيه سنتَانِ وَفِيه سِتّ مسَائِل الثَّانِي فِي الاحتجاب وَهُوَ نَوْعَانِ أَحدهمَا الْمَأْذُون فِيهِ وَفِيه أَربع مسَائِل وَالثَّانِي المنوع مِنْهُ وَفِيه ثَلَاث مسَائِل
الرُّكْن السَّابِع عشر
رِعَايَة الْخَاصَّة والبطانة وَفِيه عشر مسَائِل
الرُّكْن الثَّامِن عشر
ظُهُور الْعِنَايَة بِمن لَهُ حق أَو فِيهِ مَنْفَعَة وهم أَصْنَاف سِتَّة أَحدهمَا آل النَّبِي ﷺ وَفِيه ثَلَاث مسَائِل
الثَّانِي الْعلمَاء وَفِيه ثَلَاث مسَائِل
الثَّالِث الصلحاء وَفِيه ثَلَاث مسَائِل
الرَّابِع أَصْحَاب الْوَفَاء مَعَ ذَوي الْيَد السَّابِقَة وَفِيه أَربع مسَائِل
الْخَامِس وُجُوه النَّاس وَفِيه ثَلَاث مسَائِل
السَّادِس الْأَغْنِيَاء من الرّعية وَفِيه ثَلَاث مسَائِل
الرُّكْن التَّاسِع عشر
مكافآت ذَوي السوابق وَفِيه ثَلَاث مسَائِل
1 / 40
الرُّكْن الْعشْرُونَ
تخليد مفاخر الْملك ومآثره وَفِيه مقدمتان ومقامان
الْبَاب الثَّانِي
فِي الصنفان الَّتِي تصدر بهَا تِلْكَ الْأَفْعَال على أفضل نظام وَفِيه سِتّ مُقَدمَات وَعِشْرُونَ قَاعِدَة الْقَاعِدَة الأولى الْعقل وفيهَا عشر مسَائِل الْقَاعِدَة الثَّانِيَة الْعلم وفيهَا خمس مسَائِل الْقَاعِدَة الثَّالِثَة الشجَاعَة وفيهَا نظران أَحدهمَا فِي بَيَان هَذَا الْوَصْف وقيه عشر مسَائِل الثَّانِي فِي تَقْرِير نقيضه وَهُوَ الْجُبْن وَفِيه خمس مسَائِل الْقَاعِدَة الرَّابِعَة الْعِفَّة وفيهَا ثَمَان مسَائِل الْقَاعِدَة الْخَامِسَة السخاء والجود وفيهَا منهجان أَحدهمَا فِي بَيَان هَذَا الْوَصْف وَفِيه عشر مسَائِل الثَّانِي فِي تَقْرِير نقيضه وَهُوَ الْبُخْل وَفِيه تسع مسَائِل الْقَاعِدَة السَّادِسَة الْحلم وفيهَا سبع مسَائِل الْقَاعِدَة السَّابِعَة كظم الغيظ وفيهَا طرفان أَحدهمَا فِي كظم الغيظ وَفِيه خمس مسَائِل الثَّانِي فِي الْغَضَب وَفِيه عشر مسَائِل الْقَاعِدَة الثَّامِنَة الْعَفو وفيهَا تسع مسَائِل الْقَاعِدَة التَّاسِعَة الرِّفْق وفيهَا سبع مسَائِل الْقَاعِدَة الْعَاشِرَة اللين وفيهَا ثَلَاث مسَائِل الْقَاعِدَة الْحَادِيَة عشرَة التشبث وفيهَا خمس مسَائِل
1 / 41
الْقَاعِدَة الثَّانِيَة عشرَة الْوَفَاء بالوعد والعهد وفيهَا طرفان أَحدهمَا الْوَفَاء بالوعد وَفِيه خمس مسَائِل الثَّانِي فِي الْوَفَاء بالعهد وَفِيه سِتّ مسَائِل الْقَاعِدَة الثَّالِثَة عشرَة الصدْق وفيهَا عشر مسَائِل الْقَاعِدَة الرَّابِعَة عشرَة كتم السِّرّ وفيهَا عشر مسَائِل الْقَاعِدَة الْخَامِسَة عشرَة الحزم وفيهَا ثَمَان مسَائِل الْقَاعِدَة السَّادِسَة عشرَة الدهاء والتغافل وفيهَا نظران أَحدهمَا الدهاء وَفِيه أَربع مسَائِل الثَّانِي فِي التغافل وَفِيه أَربع مسَائِل الْقَاعِدَة السَّابِعَة عشرَة التَّوَاضُع وفيهَا ثَلَاثَة مطَالب أَحدهمَا فِي التَّوَاضُع وَفِيه سِتّ مسَائِل الثَّانِي فِي الْكفْر وَفِيه اثْنَتَا عشرَة مَسْأَلَة الثَّالِث فِي الْعجب وَفِيه أَربع مسَائِل الْقَاعِدَة الثَّامِنَة عشرَة سَلامَة الصَّدْر من الحقد والحسد وفيهَا طرفان أَحدهمَا فِي الحقد وَفِيه ثَلَاث مسَائِل الثَّانِي فِي الْحَسَد وَفِيه إِحْدَى عشرَة مَسْأَلَة الْقَاعِدَة التَّاسِعَة عشرَة الصَّبْر وفيهَا عشر مسَائِل الْقَاعِدَة الْعشْرُونَ الشُّكْر وفيهَا سبع مسَائِل التكملة فِي سرد مَا رتب من الْأَوَامِر والنواهي على الْقُلُوب والجوارح والحواس
الْكتاب الثَّالِث
فِيمَا يُطَالب بِهِ السُّلْطَان تشييدا لأركان الْملك وتأسيسا لقواعده وَفِيه مُقَدّمَة وبابان الْمُقدمَة الأولى فِي التحذير من مَحْظُورَات تخل بذلك الْمَطْلُوب شرعا وسياسة وَهِي جملَة أَتبَاع الْهوى والترفع عَن المدرات وَقبُول السّعَايَة والنميمة واتخاذ الْكَافِر وليا والغفلة عَن مُبَاشرَة الْأُمُور
1 / 42
الْبَاب الأول فِي جَوَامِع مَا بِهِ السياسة الْمَطْلُوبَة من السُّلْطَان وَمن يَلِيهِ وَفِيه ثَلَاثَة فُصُول
الْفَصْل الأول فِي سياسة السُّلْطَان وَهِي سياستان أَحدهمَا فِي سياسة الرّعية وفيهَا جملتان تأسيس مَا يقوم عَلَيْهِ بناؤها وَفِيه عشر مسَائِل واقتضاء الْحق الْوَاجِب لَهُ على الرّعية وَهُوَ نَوْعَانِ امْتِثَال مَا وَجب فعله وَهُوَ خَمْسَة حُقُوق وَاجْتنَاب مَا لزم تَركه وَهُوَ خمس مخالفات
الثَّانِيَة سياسة الْأُمُور الْعَارِضَة وَالْمَذْكُور مِنْهَا خَمْسَة الْجِهَاد وَفِيه عشرُون مَسْأَلَة وخاتمة وَالسّفر وَفِيه عشر مسَائِل حكمِيَّة وشرعية والشدائد النَّازِلَة وفيهَا تذكيرات خَمْسَة وتكميل بِمَا يتَوَجَّه بِهِ فِي شدَّة تكالب الْعَدو والوباء والمجاعة والرسالة وفيهَا عشر رعايات وتتميم والوفود وفيهَا خَمْسَة عنايات
الْفَصْل الثَّانِي فِي سياسة الْوَزير وَهِي بِاعْتِبَار مَا يَخُصُّهُ ثَلَاث مَرَاتِب أَحدهمَا سياسة نَفسه وجوامعها ضَرْبَان أَخذ نَفسه بمعتقدات علمية وَهِي خَمْسَة وبعزائم عملية وَهِي خَمْسَة
الثَّانِيَة سياسته لسلطانه وَهِي نَوْعَانِ آدَاب يعظم بهَا على مقَامه وَهِي عشرَة ومتقيات يحذر مِنْهَا على خدمَة ملكه وَهِي عشرُون
الثَّالِثَة سياسته لخواص السُّلْطَان وَسَائِر أَرْبَاب الدولة وهم طبقتان المسالمون لَهُ فِي الظَّاهِر وسياستهم بِخمْس مدارات والمتطلعون إِلَى مَنْزِلَته وسياستهم بِخمْس مقابلات
الْفَصْل الثَّالِث فِي سياسة سَائِر الْخَواص والبطانة فِي صُحْبَة السُّلْطَان وخدمته
1 / 43
وَفِيه مقدمتان فِي التَّرْهِيب من مخالطته وَلَو بِمُجَرَّد الدُّخُول عَلَيْهِ وَفِي التحذير من صحبته ثمَّ حصر آدابها فِي نَوْعَيْنِ مَا يتأدب بِفِعْلِهِ وبتركه
الْبَاب الثَّانِي فِي وَاجِبَات يلْزم السُّلْطَان سياسة الْقيام بهَا وَفَاء بعهدة مَا تحمله وطولب بِهِ وَالْمَذْكُور مِنْهَا خَمْسَة بعْدهَا تَتِمَّة بَيَان
الْوَاجِب الأول حفظ أصُول الدّين وَفِيه ثَلَاث مسَائِل
الْوَاجِب الثَّانِي تَنْفِيذ الْأَحْكَام وَفِيه مقدمتان وطرفان أَحدهمَا فِيمَا يسوغ للسُّلْطَان فِي هَذَا الْمقَام رعيا للسياسة الْمُعْتَبرَة وَفِيه مَسْأَلَتَانِ الثَّانِي فِيمَا لَا يسوغ لَهُ لعدم اعْتِبَاره وَمن ذَلِك الفراسة
الْوَاجِب الثَّالِث إِقَامَة الْحُدُود وَفِيه خمس مسَائِل وَعشر فَوَائِد فقهية وعاطفة وتتميم
الْوَاجِب الرَّابِع عُقُوبَة الْمُسْتَحق وتعزيره وَفِيه مقدمتان ونظران وتكملة أَحدهمَا من حَيْثُ هُوَ مَشْرُوع فِي الْجُمْلَة وَفِيه عشر مسَائِل الثَّانِي مَا يخص السُّلْطَان بِحَسب رِعَايَة السياسة فِيهِ وَفِيه عشر مسَائِل التكملة فِي النّظر فِي السجْن شرعا وسياسة وَفِيه خمس مسَائِل وخاتمة
الْوَاجِب الْخَامِس رِعَايَة أهل الذِّمَّة وَفِيه خمس مسَائِل
تَكْمِلَة الْبَيَان فِي ذكر مَا بِهِ طَاهِر بن الْحُسَيْن لِابْنِهِ فِي السياسة الَّتِي لَا يَسْتَغْنِي عَنْهَا سَائِر الطَّبَقَات
الْكتاب الرَّابِع
فِي عوائق الْملك وعوارضه وَفِيه بَابَانِ
الْبَاب الأول
فِي عوائق الْملك الْمَانِعَة من دَوَامه وَفِيه ثَلَاثَة أنظار
1 / 44
النّظر الأول فِي التَّعْرِيف بالعوائق المنذرة بِمَنْع دوَام الْملك وَهِي ثَمَانِيَة
أَحدهمَا حُصُول النعم والترف للقبيلة الثَّانِي لحاق المذلة للقبيلة وانقيادهم لسواهم الثَّالِث استحكام طبيعة الْملك من الِانْفِرَاد بالمجد وَحُصُول الترف وإيثار الذِّمَّة الرَّابِع إرهاف الْحَد الْخَامِس الْحجاب الْوَاقِع دَلِيلا على الْهَرم السَّادِس حجر السُّلْطَان والاستبداد عَلَيْهِ السَّابِع استظهار السُّلْطَان على قومه وَذَوي عصبيته بِالْمَوَالِي والمصطنعين الثَّامِن انقسام الدولة الْوَاحِدَة بدولتين
النّظر الثَّانِي فِي التَّعْرِيف بكيفية الْخلَل إِلَى الدول فِي العصبية وَالْمَال
النّظر الثَّالِث فِي بِأَن مُقْتَضى الْإِنْذَار بِمَنْع دوَام الْملك لاستحكام هرمه لَا يتَخَلَّف
الْبَاب الثَّانِي فِي عوارض الْملك اللاحقة لطبيعة وجوده وَفِيه أَربع فُصُول أَحدهمَا فِي عوارض الْملك من حَيْثُ هُوَ وَفِيه خَمْسَة عشرَة مَسْأَلَة
الثَّانِي فِي اخْتِيَار الْمنَازل الحضرية للاجتماع وَفِيه خمس عشرَة مَسْأَلَة
الثَّالِث فِي اكْتِسَاب المعاش وَفِيه ثَلَاثُونَ مَسْأَلَة
الرَّابِع فِي اكْتِسَاب الْعُلُوم وَفِيه ثَلَاث عشرَة مَسْأَلَة
الخاتمة وفيهَا سياستان ومسكة ختام
1 / 45
السياسة الأولى سياسة الْمَعيشَة وفيهَا ثَلَاثَة مطالع أَحدهَا فِي كليات مَا تدبر بِهِ الْمَعيشَة من جَانب الْوُجُود وَفِيه خمس إنارات الثَّانِي فِي أُمَّهَات مِمَّا تحفظ بِهِ من جَانب الْعَدَم وَفِيه خمس إضاءات الثَّالِث فِي مهمات دينية يعْتَبر بهَا حفظ المعاش من جَانِبي الْوُجُود والعدم وَفِيه ثَلَاث لوامع
السياسة الثَّانِيَة سياسة النَّاس وفيهَا سِتّ مسَائِل مسكة الختام بتقرير أَن سيرة النَّبِي ﷺ فِي سياستي الدّين وَالدُّنْيَا هِيَ السِّيرَة الجامعة لمحاسن الشيم وَمَكَارِم الْأَخْلَاق ﷺ تَسْلِيمًا
وَبعد دلَالَة هَذَا العنوان على مُجمل مَا حواه مَجْمُوع الدِّيوَان فلنشرع فِي إِيرَاده مفصلا وبكفاية الِاقْتِصَار على أوجز الِاخْتِصَار محصلا
وَالله تَعَالَى الْمَحْمُود على مَا أعَان عَلَيْهِ من ذَلِك وأقدر وأمد من طوله بِمَا أورد من حوله وأصدر وَهُوَ سُبْحَانَهُ المسؤول أَن يعْصم فِيهِ من الزلل ويحفظ من سوء الْخَطَأ والخلل وَيحسن فِيهِ النِّيَّة ويبلغ
الْمُقدمَة الأولى فِي تَقْرِير مَا يوطىء للنَّظَر فِي الْملك عقلا وَفِيه عشرُون سَابِقَة
السَّابِقَة الأولى
إِن الِاجْتِمَاع الإنساني هُوَ عمرَان الْعَالم ضَرُورِيّ وَمن ثمَّ قَالَ
1 / 46
الْحُكَمَاء الْإِنْسَان مدنِي بالطبع أَي لابد لَهُ من الِاجْتِمَاع الَّذِي هُوَ المدنية عِنْدهم ليحفظ بِهِ وجوده وَبَقَاء نَوعه إِذْ لَا يُمكنهُ انْفِرَاده بتحصيل أَسبَاب معاشه وإعداد مَا يدْفع بِهِ عَن نَفسه دون معِين من أَبنَاء جنسه فيضطر بِهِ إِلَى اجْتِمَاع يتكفل لَهُ بذلك على أيسر مرام لتتم حِكْمَة إيجاده وَغَايَة مَا خلق لَهُ
السَّابِقَة الثَّانِيَة
إِن من الْعَوَارِض الطبيعية لهَذَا الِاجْتِمَاع أمورا خَمْسَة البدو الَّذِي يكون فِي الضواحي وَالْجِبَال وَفِي الْحلَل المنتجعة للقفار وأطراف الرمال والتغلب الَّذِي غَايَته الْملك بالعصية الْقَاهِرَة والحضر الَّذِي يسْتَقرّ بالأمصار والمدن والقرى والمداشر اعتصاما بهَا وتحصنا والمعاش المبتغي بِهِ التمَاس الرزق كسبا وصناعة واكتساب الْعُلُوم تَعْلِيما وتحصيلا وَلما كَانَ الْملك مَسْبُوقا بالبدو ومبدأ التغلب مُتَأَخّر عَنهُ سائرها فالمتقدم مَا سبق طبعا من ذَلِك
السَّابِقَة الثَّالِثَة
إِن الْمُوجب لانقسام الْعمرَان إِلَى بدوي وحضري إِن للتعاون بِهِ مقصدين أَحدهمَا أَن يَتَقَرَّر بِحَسب الضَّرُورِيّ فَقَط وَهَذَا هُوَ البدوي ضَرُورَة وَأَن انتحال الفلح فِيهِ يضْطَر إِلَى البدو والمتسع المسارح للحيوان والمزارع للغرس وَالزَّرْع وَإِذا ذَاك فالكن فِيهِ والدفء إِنَّمَا هُوَ بِقدر مَا يحفظ بِهِ الْحَيَاة خَاصَّة
1 / 47
الثَّانِي أَن يتَجَاوَز إِلَى الحاجي والتكميلي وَهَذَا هُوَ الحضري لأجل أَن التَّوَسُّع بِحُصُول مَا فَوق الْحَاجة يَدْعُو إِلَى السّكُون والدعة وإختطاط المدن والأمصار وَعند ذَلِك يتزايد الرفه فتجيء عوائد الترف وتكسب بالصنائع وَالتِّجَارَة
السَّابِقَة الرَّابِعَة
إِن تقدم البدو على الْحَضَر كَمَا إِنَّه مَادَّة لَهُ ظَاهر من وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن البدو لما اقْتصر فِيهِ على الضَّرُورِيّ الَّذِي هُوَ أقدم من الْحَاج الَّذِي تجوز إِلَيْهِ فِي الْحَضَر وَكَانَ الضَّرُورِيّ أصلا والحاجي فرعا دلّ ذَلِك على أَن البدو مُتَقَدم على الْحَضَر وأصل لَهُ ومادة الثَّانِي إِن العيان شَاهد بِأَن أولية أهل الْأَمْصَار فِي الْأَكْثَر إِنَّمَا هِيَ من أهل البدو عُدُولًا إِلَى الدعة والترف لما يسروا وارتاشوا وَهُوَ يدل على أَن أَحْوَال الحضارة ناشئة عَن أَحْوَال البدواة
السَّابِقَة الْخَامِسَة
إِن أهل البدو أقرب إِلَى الْخَيْر من أهل الْحَضَر لوَجْهَيْنِ أَحدهمَا أَن النَّفس مَتى بقيت على الْفطْرَة الأولى تهيأت لقبُول مَا يرد عَلَيْهَا من خير أَو شَرّ والبدو أقرب إِلَيْهَا من الْحَضَر لما انطبع فِي نُفُوسهم من سوء الملكات بعوائد الحضارة وَحِينَئِذٍ فعلاج أهل البدو اسهل وَهُوَ معنى أَنهم أقرب إِلَى الْخَيْر
1 / 48
الثَّانِي إِن الحضارة كَمَا يرد بعد إِن شَاءَ الله هِيَ النِّهَايَة فِي إِكْمَال الْعمرَان الْخَارِج بِهِ إِلَى الْفساد والغاية فِي النشر الْبعيد عَن الْخَيْر وَمن سلم من ذَلِك فَلَا خَفَاء فِي قربه من الْخَيْر
قلت وَمَعَ ذَلِك فللحضر من الْفضل على البدو مَالا يخفى وَإِنَّمَا هَذَا بِاعْتِبَار مَا يعرض من الشَّرّ بِالْقَصْدِ الثَّانِي
السَّابِقَة السَّادِسَة
إِن أهل البدو أقرب إِلَى الشجَاعَة من أهل الْحَضَر لِأَن تعود أهل الْحَضَر لما نشئوا عَلَيْهِ من الانغماس فِي النعم والاعتماد فِي المدافعة عَن النَّفس وَالْمَال على الْوُلَاة والحماة صَار لَهُم كالخلق الطبيعي حَتَّى تنزلوا بِهِ منزلَة النسوان والولدان وَأَصْبحُوا لأَجله عَالَة على من وكلوا إِلَيْهِ أَمرهم وَأهل البدو لتوحشهم وانفرادهم عَن الحامية قائمون بالدفاع عَن أنفسهم لايكلونه إِلَى غَيرهم إذلالا بالبأس ووثوقا بالشجاعة إِذْ قد صَار ذَلِك لَهُم خلقا وسجية
قَالَ ابْن خلدون وَأَصله أَن الْإِنْسَان ابْن عوائده ومألوفة لَا ابْن طَبِيعَته ومزاجه فَالَّذِي أَلفه فِي الْأَحْوَال حَتَّى صَار لَهُ خلقا وملة وَعَادَة تنزل منزلَة الطبيعة والجبلة وَالله يخلق مَا يَشَاء
السَّابِقَة السَّابِعَة
إِن معاناة أهل الْحَضَر للْأَحْكَام مُفسد للبأس وذاهب
1 / 49
بالمنعة لِأَن الْغَالِب أَن الْإِنْسَان إِنَّمَا هُوَ فِي ملكة غَيره والأمراء المالكون لأمر النَّاس قَلِيل ماهم وَحِينَئِذٍ فأحكام هَذِه الملكة أَنْوَاع
أَحدهمَا العادلة الَّتِي لَا يعاني مِنْهَا جور وَهَذِه لَا تغير مَا فِي النَّفس من شجاعة أَو جبن وثوقا بِالْعَدْلِ الْوَازِع وادلالا
الثَّانِي الْقَاهِرَة الَّتِي تعاني بهَا شدَّة سطوته وَهَذِه كأسرة من سُورَة الْبَأْس وذاهبة بِقُوَّة المنعة لما ينشأ عَن ذَلِك من التكاسل فِي النَّفس المقهورة
الثَّالِث الجائرة بالعقاب المؤلم وَهَذِه بِلَا شكّ مذهبَة للبأس جملَة لِأَن وُقُوعه بِهِ وَلم يدافع عَن نَفسه ويكسبه الذل الَّذِي لَا يرفع بِهِ رَأْسا
الرَّابِع التعليمية الَّتِي أَخذ بهَا فِي عهد الصِّبَا تأديبا وتقويما وَهَذِه تُؤثر فِي ذَلِك بعض الشَّيْء لمرباه على المخالطة والانقياد
برهَان وجود
قَالَ ابْن خلدون وَلِهَذَا تَجِد المتوحشين من بَدو الْعَرَب أَشد بَأْسا مِمَّن تَأْخُذهُ الْأَحْكَام ونجد الَّذين يعانونها وملكتها من لدن مرباهم فِي التَّأْدِيب والتعليم فِي صناعَة أَو علم أَو ديانَة فينقص ذَلِك من بأسهم كثيرا
1 / 50
قَالَ وَهَذَا شَأْن طلبة الْعلم المنتحلين للْقِرَاءَة وَالْأَخْذ من الْمَشَايِخ وَالْأَئِمَّة الممارسين للتعليم والتأديب فِي مجَالِس الْوَقار والهيبة
قَالَ وَلَا تستنكرن ذهَاب ذَلِك الْبَأْس والمنعة بِمَا وَقع فِي الصَّحَابَة ﵃ من أَخذهم بِأَحْكَام الدّين وَلم ينقص ذَلِك من باسهم بل كَانُوا بِهِ أَشد النَّاس بَأْسا لِأَن وازعهم إِنَّمَا كَانَ من أنفسهم لَا بتعليم صناعَة وَلَا تَأْدِيب تعليمي إِنَّمَا هِيَ أَحْكَام الدّين وآدابه المتلقاة نقلا اهذوا بهَا أنفسهم لما رسخ فِيهَا من عقائد الْإِيمَان فَبَقيت سُورَة بأسهم على أَولهَا وَلم تخدش فِيهَا أظفار التَّأْدِيب وَالْحكم
السَّابِقَة الثَّامِنَة
إِن سُكْنى البد لَا يتم إِلَّا للقبائل ذَوي العصبية وذل لِأَن الظُّلم وَاقع من النُّفُوس البشرية بالطبع إِلَّا أَن يصد عَنهُ وازع وَعند ذَلِك فالوازع عَن الظُّلم فِي الْحَضَر إِنَّمَا هُوَ السُّلْطَان الْقَائِم بالدولة الْغَالِبَة وَفِي البدو أما فِي أحيائه فالمشايخ والكبراء لما وقر لَهُم فِي النُّفُوس من الْوَقار والتجلة وَأما فِي حلله فَإِنَّمَا يذود عَنْهَا من خَارج حامية الْحَيّ وشجعانه وَلَا يصدق ذَلِك إِلَّا إِذا كَانُوا ذَوي عصبية مشتبكة وَأهل تشيع وَحِينَئِذٍ تشتد شوكتهم ويخشى جانبهم لما جبل فِي الْقُلُوب من الشَّفَقَة والنعرة على ذَوي الرَّحِم والقرابة وَمن ثمَّ قَالَ اخوة يُوسُف عَلَيْهِ
1 / 51