فقالت ثريا: سأخطب له من تهب له مثل هذا الشعر الأشقر.
وقالت علية: لا لا، مستحيل أنا أولى الناس بأن أخطب لفؤاد من يرضاها.
فرنت ألفاظها في قلبه ونظر إليها نظرة شكر وهو صامت، وكان يقول في نفسه: «من أرضاها؟ سأنتظر إذن طويلا».
ومضى الحديث سهلا صافيا إلى أن هبط البرد من أعلى الجبال المجاورة، ولما أوى فؤاد إلى غرفته قضى أكثر الليلة ساهدا.
ونزع نفسه في الصباح نزعا ليعود إلى مصر والجميع يلوحون له بأيديهم حتى غابت سيارته متجهة نحو بيروت.
16
عاد فؤاد إلى القاهرة ولقي أمه فرحا مستبشرا، وأحست الأم بإلهامها ما طرأ عليه من تغير فما كان أشد فرحتها! وجعل يصف لها مناظر لبنان وأهلها وأدويتها وقراها، وهي تستمع إليه كأنها كانت تشاركه متعته فيها، وقص عليها أنباء من لقيهم هناك، فكم أطربها تصويره للسيدة ماري وأسرتها وكم أسعدها سعيه في الصلح بين علية وزوجها، وقالت له في أثناء الحديث: ليتني أجد لك عروسا مثل علية يا فؤاد؟ ألم تفكر في ذلك يا ولدي؟
فقال في نفسه: ألم أفكر في ذلك حقا؟
ثم قال لها باسما: ستبحث لي علية عن زوجة ترضاها.
فقالت الأم في نغمة عتاب: أتخطب لك دوني؟ وهل تعرفك علية أو غيرها كما أعرف ابني؟
ناپیژندل شوی مخ