203

وأحاول الأمواج، فتنفتح عن الأعماق، فيضل الفكر، وتزيغ الأحداق، وأعالج حمرة الشفق، فإذا وراءها خبيئات الأفق، وإذا الأفق صلة الأرض والسماء، وملتقى الظلام والضياء، وكيف بما هناك من حقائق؟ كيف بما استسر من أسرار الخالق؟

وأهم بالكلام عن الحيوان، فإذا أنا في لجة الحياة، وهي السر العجاب، سلسلة وسطها فوق الأرض وطرفاها في التراب.

وأريد أن أصف الذرة، فإذا هي والشمس سواء، باهرة الحقيقة، رائعة الضياء، أنظر إلى الصغير فيكبر، وأقصد إلى الآنس فيفر، وأعمد إلى الواضح فينبهم، وإلى المعرب فيستعجم.

والأمل تكسرت أمواجه على صخور الحقائق، وضل سرابه في فسيح السمالق.

هأنذا على ساحل المحيط الأعظم، حائر الطرف بين اللجة والشاطئ، مقسم الفكر بين الظاهر والباطن، ولست أدري أأبقى صامتا مبهوتا، أم أهجم على الأهوال، وأغوص في الأعماق، مبينا عن عرفاني وجهلي، وإدراكي وعجزي، أم أرجع إلى العهد القديم أصف الألوان والأشكال، والضياء والظلال؟

أوراق مالية1 في القرن السابع الهجري

كيخاتو بن أباقاخان بن هلاكو، خامس ملوك المغول المسمين أيلخانية، كان كما يقول مؤلف «حبيب السير» أسخى بني هلاكو؛ كان يفيض جودا في موائده، ولا يقف به حد في الإسراف واللهو.

وقد اختار لوزارته صدر الدين الزنجاني المعروف بصدر جهان. ولم يكن الوزير مخالفا مولاه في التبذير، فخلت الخزائن، واشتدت الحاجة إلى المحال، وضاق بالملك الأمر، فبدا للوزير أن يأخذ عن أهل الصين سنة كانت معروفة عندهم في ذلك العصر، هي التعامل بأوراق تغني غناء الحجرين الكريمين، أو المعدنين النفيسين: الذهب والفضة، وليس الفرق بين الورق والورق ذا خطر.

أمر الوزير بطبع أوراق للتعامل سميت «جاو»، وأنشأ في كل ناحية دارا لطبع الأوراق سميت «جاوخانة»، وشرع قانونا يحتم على الناس الإقلال من تداول الذهب والفضة جهد الطاقة.

وكانت الأوراق كما وصفها رشيد الدين الشيرازي في تاريخه المعروف بتاريخ «وصاف» والمؤرخون المعاصرون على هذا الشكل:

ناپیژندل شوی مخ