46

اتیاف من حیات می

أطياف من حياة مي

ژانرونه

وحدث أن سافر إلى أسوان على أثر مرض انتابه، فبعثت إليه برسالة تسأل عن صحته، وتبلغه فيها تحيات أدباء الصالون الأدبي ، وتمنياتهم الطيبة له بالصحة والعافية، فرد عليا برسالة أنبأها بأن طبيبا ألمانيا كان يزور أسوان سائحا طمأنه على صحته، وقد كشف عليه كشفا دقيقا. وبدأها بقوله:

آنستي الأديبة اللوذعية مي زيادة «أكتب إليك الآن وأنا أقرأ «سبنسر» في «قصر ملا»، وهو طلل دارس منصوب للرياح، أقضي فيه الوحدة بين صفحات كتاب، وقد جمع منظره بين وحشة القدم المتبدد، ونضرة الصبا المتجدد. وقامت حوله روضة عالية تعرف باسمه، ويرتاح إليها الطارق من سآمة ذلك الشبح المهجور في أكمته، وهي رابية أثرية ذات طباق يعلو بعضها فوق بعض، في كل طبقة منها حياض الأزهار والنوار، ومنابت العشب والبهار، تنتهي من بحبوحتها العليا إلى جانبها الغربي فتشرف من ثم على النيل، ويستقبلني الجبل الغربي تليه الجزر والجنادل المعترضة في جوف النهر، وهو ينساب بينها انسيابا، فروعا وشعابا، وأجلس بعد الغروب، فأنظر أمامي إلى المقياس في هيكله القديم، وإلى النيل يجري وكأنه لا يجري، وإلى الجنادل قد أطلعت رءوسها على متنه كأنها بعض حيوان، يتنسم هواء الليل، وإلى الجبال ممتدة على طول الأفق كالديباجة السوداء حول تلك المناظر الساحرة.»

ويستمر في وصف «قصر ملا» إلى أن يقول: «وقد كنت أتردد على هذه الأماكن الفينة بعد الفينة أقضي هزيعا من الليل، فأجلس إلى صخر قديم ساوره النيل إعصارا ثم قنع بمسح أقدامه، وطغى عليه أعواما فلم يظفر بغير المرور من أمامه، وأعوض العزلة بمساجلة بنات الأحلام ومسامرة عرائس الشعر، ولله هن ما أجذلهن وأطربهن!»

وبعد أن يستوعب وصف هذا القصر يذكر لها كيف عرف الطبيب الألماني، وهو يقرأ كتابا لهيني في معبد فيلا، ثم يصف لها جو أسوان في الشتاء، ويذكر أنه نظم قصيدة طويلة في ذلك الوصف يقول فيها:

أسوان تزهو حين يذ

بل كل مخضر نضير

في كل مربأة بها

نور تألق فوق نور

بلد تجود له الطبي

عة بالصغير وبالكبير

ناپیژندل شوی مخ