At-Tawdih ar-Rashid fi Sharh at-Tawhid

Khaldoun Naguib d. Unknown
121

At-Tawdih ar-Rashid fi Sharh at-Tawhid

التوضيح الرشيد في شرح التوحيد

ژانرونه

- فِي الآيَةِ وَالحَدِيْثِ بَيَانُ عِدَّةِ فَوَائِدَ: ١) أَنَّ المَلَائِكَةَ يَخَافُوْنَ اللهَ تَعَالَى، قَالَ تَعَالَى: ﴿يَخَافُوْنَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُوْنَ مَا يُؤْمَرُوْنَ﴾ (النَّحْل:٥٠). ٢) إِثْبَاتُ القُلُوْبِ لِلمَلَائِكَةِ، وَبِهَا تَعْقِلُ. (١) ٣) إِثْبَاتُ أَنَّهَا أَجْسَامٌ. (٢) ٤) إِثْبَاتُ صِفَةِ الكَلَامِ للهِ تَعَالَى، وَأَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَتَى شَاءَ. (٣) ٥) أَنَّ قَضَاءَ اللهِ تَعَالَى يَكُوْنُ بِالقَوْلِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُوْلُ لَهُ كُنْ فَيَكُوْنُ﴾ (آل عِمْرَان:٤٧). ٦) أَنَّ اللهَ سُبْحَانَه يُمَكِّنُ هَؤُلَاءِ الجِنَّ مِنَ الوُصُوْلِ إِلَى السَّمَاءِ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَابْتِلَاءًا لَهُم، وَهِيَ مَا يُلقونَهُ عَلَى الكُهَّانِ، وَقَدْ أَعْلَمَ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ بِذَلِكَ كَيْ لَا يَحْصُلَ عِنْدَهُم الاشْتِبَاهُ بِذَلِكَ، وَللهِ الحِكْمَةُ البَالِغَةُ (٤)، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِيْنَ، وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيْمٍ، إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِيْنٌ﴾ (الحِجْر:١٨)، وَبَيَّنَ النَّبِيُّ ﷺ ذَلِكَ فِي كَثِيْرٍ مِنَ الأَحَادِيْثِ، وَمِثَالُهُ حَدِيْثُ البَابِ (فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الكَلِمَةِ الَّتِيْ سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ). ٧) إِثْبَاتُ صِفَةِ العُلُوِّ للهِ تَعَالَى؛ لِقَوْلِهِ (إِذَا قَضَى اللهُ الأَمْرَ فِي السَّمَاءِ). ٨) بَيَانُ تَحَمُّلِ الشَّيَاطِيْنِ لِلمَخَاطِرِ مِنْ أَجْلِ إِضْلَالِ النَّاسِ.

(١) وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ المُفَسِّرِيْنَ إِلَى أَنَّ المَعْنِيَّ بِالكَلَامِ فِي الآيَةِ الكَرِيْمَةِ هُمُ الكفَّارُ وَلَيْسَ المَلَائِكَةُ؛ وَهُوَ مَرْدُوْدٌ عَلَيْهِم لِمُخَالَفَتِهِم الحَدِيْثَ الصَّحيحَ السَّابِقَ ذِكْرُهُ. اُنْظُرِ الفَتْحِ (٤٥٩/ ١٣) لِلحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ ﵀. (٢) بِخِلَافِ مَنْ زَعَمَ - مِنْ غَيْرِ المُسْلِمِيْنَ - أَنَّ المَلَائِكَةَ هِيَ قِوَى الخَيْرِ فِي النُّفُوْسِ، أَوْ هِيَ أَرْوَاحٌ فَقَط. (٣) بِخِلَافِ المُعَطِّلَةِ الَّذِيْنَ يَجْعَلُوْنَ الكَلَامَ عَلَى غَيْرِ حَقِيْقَتِهِ. (٤) قَالَ الآلُوْسِيُّ ﵀ فِي تَفْسِيْرِهِ (رُوْحُ المَعَانِي) (٧٣/ ١٢): (وَمِنْهَا أَنَّهُ يُغْنِي عَنِ الحِفْظِ مِنِ اسْتِرَاقِ الشَّيَاطِيْنِ عَدَمُ تَمْكِيْنِهِم مِنَ الصُّعُودِ إِلَى حَيْثُ يُسْتَرَقُ السَّمْعُ، أَوْ أَمْرُ المَلَائِكَةِ ﵈ بِإِخْفَاءِ كَلَامِهِم بِحَيْثُ لَا يَسْمَعُوْنَهُ، أَوْ جَعْلُ لُغَتِهِم مُخَالِفَةً لِلُغَتِهِم بِحَيْثُ لَا يَفْهَمُوْنَ كَلَامَهُم؛ وَأُجِيْبَ بِأَنَّ وُقُوْعَ الأَمْرِ عَلَى مَا وَقَعَ مِنْ بَابِ الابْتِلَاءِ).

1 / 121