At-Tawdih ar-Rashid fi Sharh at-Tawhid
التوضيح الرشيد في شرح التوحيد
ژانرونه
(١) (٢٧/ ٨). (٢) (الصَّفْوَانُ): هُوَ الحَجَرُ الأَمْلَسُ الصُّلْبُ، وَالسِّلْسِلَةُ عَلَيْهِ يَكُوْنُ لَهَا صَوْتٌ عَظِيْمٌ. (٣) وَلِذَلِكَ قَالَ (يَنْفُذُهُم ذَلِكَ) فَالنُّفُوذُ هُوَ الدُّخُوْلُ فِي الشَّيْءِ، وَمِنْهُ نَفَذَ السَّهْمُ فِي الرَّمِيَّةِ أَيْ: دَخَلَ فِيْهَا، وَالمَعْنَى أنَّ هَذَا الصَّوْتَ يَبْلُغُ مِنْهُم كُلَّ مَبْلَغٍ. وَمِنْ أَهْلِ العِلْمِ مَنْ جَعَلَ الصَّوْتَ هُنَا هُوَ صَوْتَ رِعْدَةِ السَّمَاءِ. وَالأَوَّلُ أَوْلَى، كَمَا قَالَ البُخَارِيُّ ﵀ فِي كِتَابِهِ (خَلْقُ أَفْعَالِ العِبَادِ) (ص٩٨): (وَأَنَّ اللهَ ﷿ يُنَادِيْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ، فَلَيْسَ هَذَا لِغَيْرِ اللهِ ﷿ ذِكْرُهُ. وَفِي هَذَا دَلِيْلٌ أَنَّ صَوْتَ اللهِ لَا يُشْبِهُ أَصْوَاتَ الخَلْقِ، لِأَنَّ صَوْتَ اللهِ جَلَّ ذِكْرُهُ يُسْمَعُ مِنْ بُعْدٍ كَمَا يُسْمَعُ مِنْ قُرْبِ، وَأَنَّ المَلائِكَةَ يُصْعَقُوْنَ مِنْ صَوْتِهِ). وَبَوَّبَ ﵀ عَلَى الحَدِيْثِ فِي صَحِيْحِهِ (١٤١/ ٩) بِـ (بَابِ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى ﴿وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوْبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الحَقَّ وَهُوَ العَلِيُّ الكَبِيْرُ﴾ وَلَمْ يَقُلْ: مَاذَا خَلَقَ رَبُّكُمْ؟ وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿مَنْ ذَا الَّذِيْ يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾، وَقَالَ مَسْرُوقٌ عَنْ ابْنِ مَسْعُوْدٍ: إِذَا تَكَلَّمَ اللهُ بِالوَحْيِ؛ سَمِعَ أَهْلُ السَّمَوَاتِ شَيْئًا فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوْبِهِمْ وَسَكَنَ الصَّوْتُ عَرَفُوا أَنَّهُ الحَقُّ وَنَادَوْا ﴿مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الحَقَّ﴾. وَيُذْكَرُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُوْلُ: (يَحْشُرُ اللهُ العِبَادَ؛ فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ: أَنَا المَلِكُ، أَنَا الدَّيَّانُ». قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ ﵀ فِي كِتَابِهِ (فَتْحُ البَارِي) (٤٥٦/ ١٣) - عَنْ أَثَرُ ابْنِ مَسْعُوْدٍ السَّابِقِ -: (وَقَدْ وَصَلَهُ البَيْهَقِيُّ فِي الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ مِنْ طَرِيْقِ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ - وَهُوَ أَبُو الضُّحَى - عَنْ مَسْرُوقٍ). وَالحَدِيْثُ رَوَاهُ أَيْضًا ابْنُ مَاجَه ﵀ فِي المُقَدِّمَةِ مِنَ السُّنَنِ (٦٢/ ١)؛ وَقَالَ: (بَابٌ فِي مَا أَنْكَرَتِ الجَهْمِيَّةُ). قُلْتُ: وَمُرَادُهُم إِثْبَاتُ صِفَةِ الكَلَامِ للهِ تَعَالَى حَقِيْقَةً.
1 / 120