77

أصول بلا أصول

أصول بلا أصول

خپرندوی

دار ابن الجوزي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

د خپرونکي ځای

القاهرة - جمهورية مصر العربية

ژانرونه

دلالة رؤى الأنبياء على الأحكام رؤى الأنبياء ﵈: لا خلاف في ترتب الأحكام الشرعية على رؤى الأنبياء -عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام- لأنها وحي من الله ﷿، فالرؤى وسيلة من وسائل تلقي التكاليف الشرعية، والنواميس الإلهية التي بها تنتظم أمور العباد مما يتعلق بالمعاش والمعاد، وهذا مختص بالأنبياء -عليهم أفضل الصلاة والسلام- (١)، "فأول ما بُدئَ به رسول الله ﷺ من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح" (٢). وقال رسول الله ﷺ: "أُريتُ ليلة القدر، ثم أيقظني بعض أهلي، فنسيتُها، فالتمسوها في العشر الغوابر" (٣). - وإذا رأى بعض الصحابة ﵃ رؤيا في حياة النبي ﷺ، ثم أقرَّه ﷺ عليها، فإن الأحكام الشرعية تترتب عليها لا لذاتها، ولكن لتقرير النبي ﷺ إياها، كما وقع من عبد الله بن زيد ﵁ عندما رأى من علَّمه ألفاظ الأذان، وقال له النبي ﷺ: "إنها لرؤيا حق إن شاء الله، فقم مع بلال فألقِ عليه ما رأيت فليؤذن به، فإنه أندى صوتا منك" الحديث (٤).

(١) وقد شرع خليل الرحمن إبراهيم ﵇ في ذبح ابنه إسماعيل ﵇ لما رأى الرؤيا، كما قصَّه الله -تعالى- في سورة الصافات (الآيات ٩٩ - ١١٢)، فهذا النوع من الوحي يدخل تحت قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا﴾ [الشورى: ٥١]، فالوحي هنا يشمل الرؤيا والإلهام. (٢) أخرجه البخاري (١/ ٢٢)، ومسلم رقم (٢٥٢) (١/ ١٣٩ - ١٤٢)، وغيرهما. (٣) انظر: "فتح الباري" (٤/ ٢٥٩)، والحديث رواه مسلم (٢/ ٨٢٣) (٢٠٧). (٤) أخرجه أبو داود (١/ ١٣٥، ١٣٦) (٤٩٩)، والترمذي (١/ ٣٥٨ - ٣٦٢) (١٨٩)، وقال: "حسن =

1 / 79