126

Astrology and Astrologers and Their Ruling in Islam

التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام

خپرندوی

أضواء السلف،الرياض

د ایډیشن شمېره

الطبعة الثانية

د چاپ کال

١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

رأيتموهما فصلوا"١، وسأكتفي بذكر مثال واحد بين اعتقادهم في هذه الأمور، قالوا في اعتبار أن الكسوف مؤثر في هذا العالم: (إذا انكسفت –يعني الشمس- في جمادى الآخرة فإنه يموت رجل عظيم بالغرب، ويقع ببلاد مصر قتال وحروب شديدة، ويكون ببلاد الغرب غلاء في آخر السنة) ٢.
أما دور رجال الرافضة في نشر التنجيم فهو أن أبا جعفر المنصور ومن بعده من الخلفاء قربوا الأعاجم لترجمة الكتب اليونانية والسريانية، وكان من المقربين عندهم بعض الرافضة، وذلك معرفتهم باللغة الفارسية، إذ أن كثيرًا من كتب الفلاسفة ترجمت باللغة الفارسية في عهد الملك أردشير ابن بابك٣. وبوجود هذا العنصر في هذا المركز تهيأت له فرصة الاختلاط بالناس بصورة أكبر، وفرصة التأليف في التنجيم، وترجمة كتب الفلاسفة بصورة أوسع وآمن في نفس الوقت. وهذا الوجود وهذا الاختلاط وهذا التأليف وهذه الترجمة كلها من الأسباب الرئيسية لوجود التنجيم ونشره.
فمن هؤلاء المنجمين الذين وجدوا في الدولة العباسية من الرافضة، وكان لهم دور في نشر التنجيم بين المسلمين أبو سهل بن نوبخت، وآل نوبخت معروفون عند الإمامية بولايتهم لمذهبهم٤، وأبو سهل هذا فارسي، منجم، حاذق، خبير باقتران الكواكب وحوادثها المزعومة٥،

١ متفق عليه، تقدم تخريجه: ص١٠٢.
٢ انظر: "الأنوار النعمانية": (٢/١٢٣)، و"الكشكول" للبحراني: (١/٣٩٥) .
٣ انظر: "الفهرست" لابن النديم: ص٣٣٣-٣٣٤.
٤ انظر: "الفهرست" لابن النديم: ص٢٥١، و"أعيان الشيعة": ص٢٣٢.
٥ انظر: "تاريخ الحكماء": ص٤٠٩.

1 / 143