وآيات لله ﷻ باهرات، وحجج على عبادة ظاهرات١.
ثم ذكر عن النبي ﷺ أنه كان عالمًا بالتنجيم فقال: (وإلا فقد كان نبيًا صلوات الله عليه عالمًا بجميع علوم الأنباء والمرسلين بغير خلاف فيما أعلم بين المسلمين، وهذا علم النجوم أهله مجمعون أنه من علوم إدريس وجماعة من الأنبياء ﵈، وقد روينا نحن وغيرنا بعض ما وقفنا عليه، وإنما معجزة نبينا أنه علم ذلك العلم وغيره من علوم الأنبياء بغير تعليم أحد من البشر، بل من سلطان الأرض والسماء) ٢.
ونسبوا كذلك علم الحروف إلى بعض الأنبياء والمرسلين، وافتروا حديثًا في ذلك عن ابن عباس عن النبي ﷺ أنه قال: (خلق الله الأحرف، وجعل لها سرًاّ، فلما خلق آدم ﵇ بث فيه السر، ولم يبثه في الملائكة فجرت الأحرف على لسان آدم بفنون الجريان، وفنون اللغات..) ٣ وأخذ بعدد أسماء بعض الأنبياء مبينًا أن هؤلاء كلهم لهم علم بعلم الحروف، وأنهم أخذوها عن طريق الوراثة، فذكر إدريس ونوحًا وإبراهيم، وموسى، وإلياس، وداود، وعيسى، ومحمدًا صلوات الله وسلامه عليه، كما ذكر محمد بن علي القمي٤ في كتاب التوحيد شيئًا من نسبة علم حروف الجمل إلى عيسى ﵇، وحث النبي ﷺ على
١ انظر: المصدر نفسه: ص٣.
٢ انظر: المصدر السابق نفسه: ص٧٨.
٣ "إلزام الناصب": (١/٢٣٢، وما بعدها) .
٤ هو محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، الملقب بالصدوق، من كبار علماء الشيعة، توفي سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. انظر: "الفهرست" للطوسي: ص١٥٦، و"رجال الحلي": ص١٤٧.