اسلحه نووۍ: مقدمه لنډه جدا
الأسلحة النووية: مقدمة قصيرة جدا
ژانرونه
وقد وجدت موسكو وواشنطن نفسيهما عالقتين في سباق تسلح هجومي ودفاعي هدد استقرار منظومة الردع النووي التي لا تزال في مهدها. وبينما أخذ مفهوم الردع يترسخ، أثيرت مخاوف أولية بشأن ما إذا كانت أي منظومة دفاع صاروخية مضادة للصواريخ ستقدم بالفعل قدرا كافيا من «الدفاع»، وما إذا كانت فعالية مثل هذه المنظومة ترقى لتكاليفها. وفي النهاية تغلبت السياسة الداخلية الأمريكية - المدفوعة بالمشايعة الحزبية والتهديدات المتعلقة ب «محور الشر» - على المخاوف السابقة بشأن التكاليف والفعالية، وذلك حين أمر الرئيس جورج بوش الابن بنشر منظومة دفاع غير مجربة مضادة للصواريخ عام 2002.
المشاريع الدفاعية الصاروخية الأمريكية الأولية
بدأت البرامج الدفاعية الصاروخية الأمريكية في نوفمبر 1944 حين تعاقد الجيش الأمريكي مع شركة جنرال إلكتريك؛ بهدف دراسة طرق حماية القوات الأمريكية من الصواريخ الألمانية «فاو 2». ولاحقا، شهدت أبحاث جنرال إلكتريك بصدد الدفاعات الصاروخية البالستية دفعة كبيرة بفضل الوثائق الألمانية التي حصلت عليها الولايات المتحدة والعلماء الألمان الذين وصلوا إليها عام 1946. وفي غضون 12 شهرا كانت الولايات المتحدة قد جمعت وأطلقت نحو مائة صاروخ من الصواريخ «فاو 2» بهدف الحصول على بيانات أساسية بشأن مسارات الصواريخ البالستية الهجومية وكيفية دخولها مجددا إلى الغلاف الجوي. وفي النهاية أدت الأبحاث إلى إنتاج الصاروخ «نايك أجاكس» - الصاروخ المضاد للطائرات التابع للجيش - في عام 1953، وإنتاج الصاروخ «نايك هيركليس» بعدها بعام استكمالا لمنظومة الصواريخ المضادة للطائرات.
تسبب تطوران وقعا من جانب الاتحاد السوفييتي في عام 1957 في قض مضاجع الأمريكيين وفي الوقت عينه شكلا تحديا لعلمائهم من أجل تطوير منظومة مضادة للصواريخ. ففي أغسطس اختبر السوفييت صاروخا بالستيا عابرا للقارات، ثم في أكتوبر أذهل السوفييت العالم حين أطلقوا سبوتنك 1؛ أول قمر صناعي يدور حول الأرض. أثار هذان الحدثان التساؤلات بشأن مدى عرضة الولايات المتحدة لهجوم نووي مباغت، وهو الانطباع الذي كان الزعماء السوفييت حريصين على تعزيزه؛ حيث أعلنوا أن صواريخهم كانت قادرة على الوصول إلى أي جزء من أجزاء المعمورة. شكل الرئيس أيزنهاور لجنة عالية المستوى - برئاسة روان جايثر - أوصت من ضمن ما أوصت به بتطوير منظومة دفاعية صاروخية مضادة للصواريخ البالستية من شأنها أن تحمي قواعد الصواريخ التابعة للقيادة الجوية الاستراتيجية.
لعبت اعتبارات السياسة الداخلية والرغبة في بث الاستقرار في البيئة النووية دورا كبيرا في قرارات الأمريكيين والسوفييت حيال الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية في أعقاب الأزمة الكوبية التي وقعت عام 1962. فقد حث أعضاء من الكونجرس - استشعارا منهم للضعف الذي كانت الولايات المتحدة عليه إبان أزمة عام 1962 - الرئيس على النشر الفوري لمنظومات الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية. في الوقت ذاته استغنى السوفييت عن صواريخهم طويلة المدى ذات الوقود السائل - التي كانت تستغرق وقتا وعناية كبيرين للتجهيز من أجل الإطلاق - لصالح الصواريخ البالستية العابرة للقارات العاملة بالوقود الصلب، والتي تتسم بقدر أكبر من الاعتمادية وسرعة الإطلاق. وبحلول عام 1967 كان الاتحاد السوفييتي يملك ما يقدر ب 470 صاروخا بالستيا عابرا للقارات يعمل بالوقود الصلب، فيما كانت الولايات المتحدة تملك 1146 صاروخا من النوع ذاته، وهو ما يشي بأن كلتا القوتين العظميين كانت تملك من الصواريخ أكثر مما يكفي من أجل ردع القوة الأخرى بفاعلية. الاستثناء الوحيد - بالطبع - هو أن يملك أحد الجانبين منظومة دفاعية صاروخية فعالة.
في خطاب الموازنة الذي وجهه في الرابع والعشرين من يناير 1967 إلى الكونجرس، أشار الرئيس ليندون جونسون إلى أن تطوير المنظومة الدفاعية الواعدة المضادة للصواريخ البالستية المعروفة باسم «نايك إكس» سوف يستمر، بيد أن هذه المنظومة ليست جاهزة للنشر بعد. كانت المنظومة «نايك إكس» بالأساس منظومة دفاعية مضادة للصواريخ تابعة للجيش، تربط رادارا متعدد المراحل بصاروخ اعتراضي. لكن بعد ذلك أخبر الجنرال إيرل ويلر - رئيس هيئة الأركان المشتركة - لجنة المخصصات التابعة لمجلس النواب أن الولايات المتحدة يجب أن تنشر على الفور منظومة دفاعية صاروخية خفيفة، لكنه أقر أن هيئة الأركان كانت تفضل نشر منظومة دفاعية صاروخية ثقيلة مضادة للصواريخ البالستية من أجل حماية «أعلى المناطق المأهولة من حيث الكثافة السكانية». وقد أصر ويلر على أن «المنظومة مايك إكس جاهزة للنشر». وقد رغب أمريكيون بارزون آخرون - من ضمنهم لجنة السياسة الدفاعية الحصيفة - أن يتم نشر منظومة دفاعية صاروخية مضادة للصواريخ البالستية واسعة النطاق لمجابهة التحدي الذي أحدثته منظومة «جالوش» السوفييتية الدفاعية المضادة للصواريخ البالستية لاستقرار الردع.
لكن رغم الضغط الكبير تشكك وزير الدفاع الأمريكي روبرت ماكنمارا في مدى فعالية منظومة «نايك إكس»، وخشي من أن تتسبب المنظومات الدفاعية المضادة للصواريخ البالستية في زعزعة الاستقرار، وتعريض التكافؤ النووي الموجود في ذلك الوقت بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي للخطر. وقد حث الرئيس جونسون على المضي في هذا الأمر بتمهل نظرا لوجود بديلين آخرين أقل تكلفة؛ وهما: (1) تحسين القدرات الدفاعية للولايات المتحدة، و(2) التشاور مع السوفييت بشأن إمكانية الحد من الأسلحة الاستراتيجية الدفاعية والهجومية.
في اللقاء القصير الذي انعقد في يونيو 1967 في جلاسبورو بنيوجيرسي بين الرئيس ليندون جونسون والزعيم السوفييتي أليكسي كوسيجين، أكد كوسيجين على أن المنظومات الدفاعية الصاروخية السوفييتية المعتزمة «لا تقتل الناس، وإنما تحميهم». علاوة على ذلك فقد أكد على أن «الدفاع أمر أخلاقي، بينما الهجوم غير أخلاقي». ومن قبيل المفارقة أنه بعد ثلاثة عقود ونصف العقد ذهب كل من جيمس إم ليندساي ومايكل إي أوهانلون إلى أن «سياسة الأمن القومي التي تترك عن عمد الشعب الأمريكي عرضة لأي هجوم رغم قدرة التكنولوجيا على حمايتهم منه إنما هي سياسة غير أخلاقية وغير مقبولة. فترك الأمة من غير دفاع لا يتناقض على نحو صارخ مع المنطق السليم وحسب، وإنما يمكن أن يحجم الدور الأمريكي في العالم.»
آمن مناصرو الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية أنه من دون هذه المنظومات الدفاعية فإن الحكومات المعادية للولايات المتحدة التي تملك صواريخ بالستية ذات رءوس نووية، قد تعتقد أنه بمقدورها تهديد المصالح الأمريكية الممتدة حول العالم؛ ومن ثم تردع واشنطن عن اتخاذ إجراءات لحماية هذه المصالح. أيضا، دون وجود منظومة دفاعية صاروخية ملائمة قد يتشكك حلفاء الولايات المتحدة في مدى استعدادها للوفاء بتعهداتها الأمنية؛ ومن ثم يقل نفوذها العالمي. ولاحقا، ارتفعت المخاوف داخل الولايات المتحدة من أن تتمكن جماعات إرهابية من الحصول على صواريخ بالستية ذات رءوس نووية تستهدف بها مدنا أمريكية.
على النقيض، تشكك معارضو برامج الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية في التكاليف المرتفعة ومدى فعالية المنظومات الدفاعية الصاروخية الأمريكية المضادة للصواريخ البالستية. كما أبدوا قلقهم أيضا بشأن ما ستتسبب فيه مثل هذه المنظومات المضادة للصواريخ من عدم استقرار للعلاقات مع الحلفاء والخصوم على السواء. هل ستخشى الدول المعادية من أن الولايات المتحدة - حال آمنت واشنطن أن الولايات المتحدة منيعة على أي رد انتقامي - قد تتباهى بترسانتها النووية كوسيلة للضغط عليها من أجل الإذعان لرغبات واشنطن وإلا سيتعين عليها مواجهة عواقب وخيمة؟ هل ستجعل المنظومات الدفاعية الصاروخية الأمريكية أي دولة معادية مجبرة على أن تضرب الضربة الأولى - في بداية أي أزمة - بكل قوتها؟ هل هذه المنظومات - في واقع الأمر - ستعيق الجهود الرامية للحد من الأسلحة الاستراتيجية؟ هل ستتمثل الخطوة التالية في وضع الأسلحة النووية في الفضاء؟ هل ستتسبب المنظومات الدفاعية الصاروخية الأمريكية في بدء سباق التسلح بالأسلحة النووية الاستراتيجية مجددا؟
ناپیژندل شوی مخ