اسلحه نووۍ: مقدمه لنډه جدا
الأسلحة النووية: مقدمة قصيرة جدا
ژانرونه
حذر التقرير أيضا من مخاطر «العدوان التدريجي» الذي بموجبه يستطيع الاتحاد السوفييتي تهديد المصالح الأمريكية دون اللجوء إلى مواجهة عسكرية مباشرة. فمن خلال استغلال عدم استعداد واشنطن لاستخدام أسلحتها الذرية ما لم تتعرض لهجوم مباشر، ربما تمثل موسكو تهديدا عسكريا من خلال طرق أخرى أكثر إبهاما، وهو ما قد يصيب سياسة الدفاع الأمريكية بالبلبلة، ويتجاوز التأثير المحدود الذي قد يكون عليه الردع الذري. وحين دخلت قوات كوريا الشمالية كوريا الجنوبية في الخامس والعشرين من يونيو 1950، في ذروة نقاش حام داخل الإدارة الأمريكية بشأن تقرير مجلس الأمن القومي رقم 68، طرحت هذه الخطوة ما كان في جوانب عدة تحديا جديدا؛ إذ لم يكن هذا السيناريو متوقعا من جانب الاستراتيجية الغربية الحالية. وحسب كلمات المحلل الاستراتيجي الفرنسي ريمون آرون فإن «الحرب الكورية علمت زعماء العالم أن هناك من الأشياء في السماوات والأرض أكثر مما هو موجود في النماذج.» وقد طرح التفوق السوفييتي من حيث القوة العسكرية التقليدية - والذي ضم «قدرة انشطارية مرجحة وقدرة نووية حرارية ممكنة» - تحديا خطيرا جاهد المخططون العسكريون في تفسيره. ومن ثم، استحث هذا الأمر عملية إعادة تقييم شاملة لافتراضات الأمن القومي الأمريكي، وبدا أنه يرجح كفة الآراء الداعية لتبني ما ورد في تقرير مجلس الأمن القومي رقم 68.
ما وراء عالم المنطق
كان للقرار على الفور آثار عميقة على عملية تطوير الأسلحة النووية وعلى السياسة النووية. فقد تلقت الترسانة الذرية تعزيزا جديدا، مع انخراط العلم والتكنولوجيا الأمريكيين في إنتاج رءوس ذرية أصغر وأرخص مكنت الجيش الأمريكي من نشر آلاف الأسلحة الذرية التكتيكية على ميدان المعركة. كما تعززت عمليتا البحث والتطوير النوويتان بفعل رغبة كل فرع من فروع القوات المسلحة في المشاركة في العمل. وخلال عقد الخمسينيات حول الجيش تركيزه نحو الصواريخ البالستية الأرضية فوق متوسطة المدى، فيما ركزت البحرية أولا على القاذفات الذرية المنطلقة من حاملات الطائرات، ثم بعد ذلك إلى الغواصات العاملة بالطاقة النووية والمسلحة بالرءوس النووية. لكن قاذفات القيادة الجوية الاستراتيجية ظلت الدعامة الأساسية للقوات الاستراتيجية الأمريكية. والأهم من ذلك أن العمل على مشروع القنبلة الهيدروجينية جرى تسريعه، وفي الحادي والثلاثين من أكتوبر 1952 فجرت الولايات المتحدة أولى قنابلها النووية الحرارية (الهيدروجينية) في المحيط الهادي.
مثل التفجير ذروة جهد استثنائي من جانب إدارة الرئيس ترومان للحفاظ على تفوقها على الاتحاد السوفييتي في المجال النووي، ومثل أيضا نقطة تحول فيما يخص الردع. أما وقد صارت المراحل الافتتاحية للثورة النووية الحرارية واقعا ملموسا، فقد جاهد صانعو السياسات في محاولة لفهم نطاق الدمار الذي ستتسبب فيه تلك التكنولوجيا الجديدة. لقد تنبأ إدوارد تيلر في عام 1947 بأن السلاح الجديد سيكون قادرا على تدمير مساحة قدرها 300 أو 400 ميل مربع، وأن الإشعاع سينتقل لمسافة أبعد من ذلك. ومن منظور الاستراتيجية العسكرية، غير هذا النطاق الإقليمي على نحو جلي من طبيعة السلاح ككل. بيد أنه لم يمر وقت طويل حتى صار مفهوما أن مثل هذا السلاح من شأنه أن يغير طبيعة الحرب والسلام نفسيهما. وكما قال تشرشل: «إن القنبلة الذرية - بكل أهوالها - لم تخرجنا عن نطاق السيطرة البشرية أو الأحداث القابلة للتحكم فيها، سواء من ناحية الفكر أو الفعل، في السلام أو الحرب. لكن ... [في وجود] القنبلة الهيدروجينية، شهد الأساس الكامل للشأن الإنساني ثورة عارمة.»
ورغم أن إدراك هذه الفجوة المعنوية المتعاظمة بين الأسلحة الاستراتيجية والنصر حفز على تركيز حاد للفكر الاستراتيجي استمر لما لا يقل عن العقد ونصف العقد، فإن صناع السياسات الأمريكيين أجبروا على التعامل مع تبعاته على مستوى أكثر إلحاحا. فقد أعلن القائد العسكري المخضرم أيزنهاور أنه في وجود أسلحة نووية حرارية قابلة للاستخدام «لم تعد الحرب تتسم بالمنطق على الإطلاق». وإثباتا لهذه النقطة ، نجح الاتحاد السوفييتي في تفجير أولى قنابله النووية الحرارية بعد أقل من عام، في الثاني عشر من أغسطس عام 1953، وقد كان انفجارا محدودا أقل بنحو 25 مرة من نظيره الأمريكي. وفي نوفمبر 1955 نجح السوفييت في إلقاء قنبلة هيدروجينية جوا، بقدرة تدميرية 1,6 ميجاطن.
انضمت بريطانيا العظمى للنادي النووي في الثالث من أكتوبر 1952، بتفجير ذري ناجح قرب جزر مونت بيلو قبالة ساحل أستراليا، وللنادي النووي الحراري في الخامس عشر من مايو 1957 حين فجرت قنبلة هيدروجينية بقوة تتراوح بين 200 إلى 300 كيلوطن، وذلك في جزر عيد الميلاد في المحيط الهادي. وتحت الإشراف اللصيق لشارل ديجول، بنت فرنسا قوتها النووية وأجرت تفجيرا ذريا في الصحراء الكبرى في الجزائر عام 1960 تبعه آخر نووي في جزر فاناجاتاوفا أتول جنوبي المحيط الهادي عام 1968. كما انضمت الصين - المتوجسة من القوتين العظميين والمترقبة للهند - للنادي النووي عام 1964 والنادي النووي الحراري عام 1967، وذلك بقنبلة ألقيت على موقع لوب نور التجريبي.
وخلال عقد الستينيات صارت إسرائيل - تحت الإشراف المبدئي لفرانسيس بيرين، «الأب الروحي» للقنبلة الذرية الفرنسية الذي شيد منشأة ديمونة للأبحاث النووية - سادس دولة قادرة على إنتاج الأسلحة النووية، رغم إنكار الحكومة الإسرائيلية لذلك. وقد صارت الهند (1974) وباكستان (1998) الدولتين النوويتين السابعة والثامنة، اللتين ركزتا الانتباه على الصراع الحامي بينهما في جنوب آسيا. كما انضمت كوريا الشمالية إلى النادي النووي في أكتوبر عام 2006 (انظر الفصل السابع).
خلال عقد السبعينيات، دشن مجلس الطاقة الذرية بجنوب أفريقيا برنامجا للأسلحة النووية، وباستخدام موارد مفتوحة إلى حد بعيد قام بتخصيب اليورانيوم. وفي أغسطس 1977، اكتشف قمر صناعي سوفييتي موقع التفجير التجريبي التابع لجنوب أفريقيا في صحراء كالاهاري، لكن تحت ضغوط من جانب الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وفرنسا أرجأت جنوب أفريقيا مؤقتا خططها حتى عام 1982، وبحلول ذلك الوقت كانت قد طورت أولى قنابلها النووية المكتملة. وبعد ذلك - ولأسباب خاصة بها كما يظن - أنهت جنوب أفريقيا برنامجها النووي وفككت منشآتها النووية عام 1989. وبعدها بعامين انضمت إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (انظر الفصل السابع).
ورغم أن معارضة الطاقة النووية ظهرت بعد وقت قصير من بناء القنبلة الذرية، فإن المعارضة الملموسة للأسلحة النووية لم تظهر إلا في خمسينيات القرن العشرين. وقد تسبب تفجير القنبلة الهيدروجينية في جزيرة بيكيني في مارس 1954 في جعل العالم متيقظا بشكل حاد للغبار الذري المشع للمرة الأولى. فقد انهمر الغبار الذري الناجم عن الانفجار على ساكني جزيرة مارشال وعلى سفينة صيد يابانية لا حول لها تدعى «لاكي دراجون». بعدها بوقت قصير، بدأت مجموعة من ربات المنازل بلندن حملة للضغط على الحكومة الأمريكية من أجل وقف تجاربها النووية، وصارت هذه بداية لحركة حظر التجارب النووية التي وفرت الدعم والأساس لمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية بعدها بأربعة عقود. ولاحقا صار اعتراضهن المبدئي يسمى «الحملة القومية لنزع السلاح النووي» التي كان الفيلسوف والرياضي البريطاني برتراند راسل المرشد الروحي لها. فإذا لم يعد للحرب معنى، فما من معنى كذلك للمزيد من تجارب الأسلحة النووية.
الفصل الخامس
ناپیژندل شوی مخ