اسلحه نووۍ: مقدمه لنډه جدا
الأسلحة النووية: مقدمة قصيرة جدا
ژانرونه
بدأ السوفييت برنامج القنبلة الذرية عام 1943 خوفا من أن يتوصل الألمان إلى القنبلة أولا، بيد أن الموارد المخصصة لهذا الأمر تفاوتت مع الوقت بسبب وجود العديد من القضايا الأخرى الملحة. على أي حال، كانت تلك مخاطرة ضخمة مكلفة؛ إذ وحدها الولايات المتحدة كانت تملك رفاهية الأمن الإقليمي والموارد الطبيعية وملياري دولار كي تنفقها على البرنامج. ولم تحتل الأسلحة الذرية قمة الأولويات إلا بعد قصف هيروشيما.
قبل هذا الوقت، بدا وكأن ستالين قد بخس قيمة مقدار الدمار الذي يسببه هذا السلاح الجديد، وإن كان هذا قد تغير دون شك بعد القصف الذري المأساوي لليابان. ويتضح الدليل الأكبر على أن ستالين أدرك قدرة القنبلة على قلب موازين السياسة الدولية من أوامره إلى رئيس جهاز الأمن السوفييتي لافرينتي بيريا، وكبير علماء الذرة السوفييت إيجور خرشاتوف بألا يدخرا أي موارد في سبيل تقوية برنامج القنبلة السوفييتي «على المستوى الذي يليق بروسيا». وقد وعد ستالين بمنح علماء الذرة السوفييت حرية غير مسبوقة في عملهم وكل الدعم المادي الذي تستطيع الدولة تقديمه. وقد أخبر علماءه قائلا: «لقد زلزلت هيروشيما العالم بأسره. لقد اختل التوازن. ابنوا القنبلة؛ فسوف يدرأ هذا عنا الخطر العظيم.» وقد كان لهذا القرار تأثيرات واسعة النطاق على تطوير قطاع صناعي عسكري سوفييتي حديث، ومهد فعليا الطريق لخلفائه من أجل امتلاك برنامج نووي ضخم من شأنه أن يوجد تكافؤا استراتيجيا عمليا مع الغرب في غضون عقدين من الزمان.
شكل 4-1: جوليوس وإيثيل روزنبرج وهما يغادران محكمة مدينة نيويورك الاتحادية بعد توجيه الاتهام الرسمي لهما. وقد أدين الزوجان لاحقا بتهمة التجسس وأعدما.
لعب الجواسيس السوفييت دورا مهما. فرغم أن مشروع مانهاتن كرس أغلب موارده الأمنية في سبيل حماية المشروع من التجسس الألماني، استفاد السوفييت من تيار ثابت من المعلومات التفصيلية - بما في ذلك تصميمات أصلية محددة - هربها من البرنامج بعض المتعاطفين والعملاء؛ مثل: كلاوس فوش وديفيد جرينجلاس، وجوليوس وإيثيل روزنبرج (أعدم الأخيران بتهمة الخيانة عام 1953).
وترسم لنا الأرشيفات السوفييتية التي صارت متاحة للعلن في أوائل عقد التسعينيات، إضافة إلى نزع صفة السرية عما يطلق عليه «وثائق فينونا» - وهي ترجمات لنحو ثلاثة آلاف رسالة أرسلت بين موسكو ومحطات الاستخبارات السوفييتية في الولايات المتحدة في عقد الأربعينيات - صورة للعصر الذهبي للتجسس السوفييتي. هذه المعلومات - بدورها - كان يتم توجيهها مباشرة إلى العلماء السوفييت عن طريق منظمة بيريا. وفي ذلك الوقت - بواكير الحرب الباردة - قل من يشكون في أن هذه المعلومات سرعت على نحو مباشر من عمل برنامج القنبلة الذرية السوفييتي.
خلال سنوات حكم ستالين، تجاهلت العقيدة العسكرية السوفييتية بالأساس الأسلحة النووية بوصفها أسلحة هجومية. لكن كانت هناك جهود نشطة للدفاع ضد القاذفات الأمريكية طويلة المدى التي قد تكون مسلحة بقنابل ذرية. ونحو عام 1948 احتلت المنظومات الدفاعية المضادة للطائرات الأولوية القصوى، وذلك في الوقت عينه تقريبا الذي بدأ فيه العلماء السوفييت ووزارة الدفاع السوفييتية في البحث في تكنولوجيا الصواريخ البالستية (القوسية) العابرة للقارات والمنظومات الدفاعية المضادة للصواريخ البالستية.
تغيرت آراء ستالين في القنبلة الذرية تدريجيا. وبجمع هذا التغير مع السرية الشديدة المفروضة من جانب النظام السوفييتي، فإن الجهود الهادفة لتحديد ما إذا كان الزعيم السوفييتي قد شعر بالردع بفعل القنبلة الأمريكية تواجه تعقيدات كبيرة. وقد ذهب فلاديسلاف زوبوك - وهو من كبار الباحثين في السياسة الخارجية السوفييتية - إلى أن تفكير ستالين بشأن القضايا النووية - شأنه شأن أغلب زعماء النادي النووي الآخرين - قد تطور مع الوقت. ويقول زوبوك:
لو أن أحدا قد سأل ستالين بعد قصف هيروشيما عام 1945 ومرة ثانية قرب وفاته في أواخر عام 1952 عما إذا كان يؤمن بأن القنبلة سوف تؤثر على احتمالية نشوب الحرب في المستقبل، فمن المحتمل أن يحصل على إجابتين مختلفتين. ففي عام 1945 كان ستالين سيرد على الأرجح بقوله إن الاحتكار الذري الأمريكي كان يشجع الولايات المتحدة في مسعاها للسيطرة على العالم، وإنه جعل احتمالية نشوب الحرب أمرا أكثر ترجيحا. لكن في بدايات عام 1950، وبعد أول اختبار سوفييتي للقنبلة الذرية، كان ستالين على استعداد أن يقول إن ميزان القوى تحول مجددا إلى صالح قوى الاشتراكية والسلام.
أما تشرشل فقد أصر على أن القنبلة الذرية الأمريكية كانت الحائل الوحيد ضد المد الشيوعي. وقد أخبر جمهوره في ويلز عام 1948 قائلا: «لا شيء يحول بين أوروبا وبين الخضوع التام للطاغية الشيوعي إلا القنبلة الذرية التي يملكها الأمريكيون.» وكان يكثر من ترديد هذه المقولة.
أهي حقا «سنوات الفرصة» الضائعة؟
ناپیژندل شوی مخ