اشیا ته پریږدم ورورسیده
الأشياء التي تركتها وراءك: مختارات قصصية لجون ريفنسكروفت
ژانرونه
حسنا، لم تكن هي من يستحق هذه الترضية على أية حال، لكن ماري وأنا كنا في طريق أكثر إيغالا من إمكانية التراجع، تجاوزنا منذ زمن نقطة اللاعودة. تركنا وظيفتينا، تركنا بيتنا، ثم انتقلنا نهائيا إلى منطقة ريفية من البلد، والآن انظروا إلينا.
أعجوبة العجائب، كنا نفعل الشيء الذي ظللنا نحلم به طيلة العامين الماضيين. وها نحن أخيرا، برغم كل العقبات، ندير أرضا صغيرة تخصنا.
الأسابيع القليلة الأولى من محاولة تحويل المكان إلى شكل مقبول كانت شاقة، لكن مرضية تماما. لا شك، فقد كانت الأرض المحيطة بالكوخ الريفي وعرة، وثمة أعمال بناء ناقصة، لكن المحيط العام كان رائعا. لدينا ثمانية هكتارات من تربة عفية خصبة، محاصيل تزرع وتنمو، دجاجات تنقنق، بطات توقوق، إوزات تزمر، بضعة خراف تمأمئ، وبطبيعة الحال كان لدينا أرانب، أرانب مشغولة بما تحب أن تفعله الأرانب عادة.
هل كان من الممكن أن أغامر بكل هذا، لمجرد أنني لا أستطيع أن أواجه ببسالة مذبحة صغيرة، الشيء الذي هو ركن ركين من حياتنا الراهنة؟
كلا. إنه الوقت الحاسم. الوقت الحاسم بالنسبة لي، الوقت الحاسم بالنسبة للأرنبة.
كان اسمها «تاج»، إحدى ثلاثة أرانب نيوزيلندية بيضاء. الذكر الضخم أطلقنا عليه اسم «بوبتيل»، أما الأنثى الأخرى فتدعى «راج». كانت «راج» دائما حبلى بحمل ثقيل، ولو اتبعت «تاج» النهج نفسه لأصبح ثالوثنا الصغير في طريقه الصحيح المأمول نحو تزويدنا بحوالي 200 رطل من اللحم كل عام. هكذا تقول الكتب على كل حال.
لكن كان ثمة مشكلة؛ فرغم كل جهود «بوبتيل» (وكي أوفي الولد حقه لا بد أن أقول إنه بذل قصارى جهده بالفعل)، إلا أن «تاج» رفضت ترمي كرتها . أسبوعا بعد أسبوع بعد أسبوع، و«بوبتيل» يؤدي واجبه الرجولي بحماس مذهل، غير أن «تاج» ظلت على عقمها العنيد.
يقول خبراء الاكتفاء الذاتي: إذا كانت الأنثى غير منتجة، فإن مكانها الوحيد إناء الطهو! وكانت «تاج»، تلك الأرنبة اللطيفة حلوة الطبيعة، من دون شك غير منتجة. حسنا، لا مكان للعائشين على الصدقات في مزرعتي الصغيرة. «تاج» لا بد أن ترحل.
أخبرت ماري: «إذا لم تصبح حبلى على نهاية الأسبوع، إذن سيكون ... سنجلب أنثى أخرى، وسيكون علي أن ... أنت تعرفين.»
وجاءت نهاية الأسبوع، وكل ما يمكنني قوله إن «تاج» ظلت عاقرا كما هي دائما.
ناپیژندل شوی مخ