As-Sunnah An-Nabawiyyah Wahy by Abu Lubabah ibn Al-Tahir
السنة النبوية وحي - أبو لبابة بن الطاهر حسين
خپرندوی
مطبعة الملك فهد
ژانرونه
الموقع ونزل الرسول ﷺ على رأيه (١) .
ومثل اجتهاده في مصير أسرى بدر حيث رجّح ﵊ رأي أبي بكر الصدّيق القائل بأخذ الفداء، وكان ذلك قبل نزول الآية التي تحدّد حكم الأسرى، وهي قوله تعالى: ﴿فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا﴾ [محمد:٤] .
فهذه الاجتهادات في ظاهرها لا صلة لها بالوحي لكن إذا تبيّن لنا أنّ الله سبحانه لا يتركه وشأنه وإنّما يقرّه إذا أصاب وينبّهه إن أخطأ (٢)، أدركنا أنها وحي منزّل من الله تعالى ذلك أنّه تعالى لا يقرّ رسوله ﷺ على خطأ:
فمثلا في غزوة بني النضير (٣) أمر رسول الله ﷺ بقطع نخيلهم وتحريقها حتّى ييئسوا من وعد إخوانهم المنافقين بالنصرة، وحتّى يتمّ تعجيل استسلامهم فتحقن الدماء، ويعمّ الأمن، فنزل الوحي يؤيّد هذا العمل ويجعله بإذن الله وأمره وإرادته فقال تعالى: ﴿مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ﴾ [الحشر:٥] .
كما أنّ قبول الفداء من أسرى بدر تعقّبه القرآن معاتبا الرسول ﷺ
_________
(١) انظر سيرة ابن هشام ١/٦٢٠ [تحقيق السقّا، الأبياريّ، شلبيّ - ط٢ - ١٣٧٥ هـ /١٩٥٥م - مصطفى البابي الحلبيّ - القاهرة]، والسيرة النبويّة في ضوء القرآن والسنّة - محمد محمد أبو شهبة - ٢/١٥٧ [دار القلم - دمشق - ط٥ - ١٤١٩هـ/ ١٩٩٩م] .
(٢) انظر الحديث والمحدّثون - محمد محمد أبو زهو - ١٥ [دار الفكر العربيّ بدون بيان عدد الطبعة ولا تاريخها، ويبدو أنها مصوّرة عن الطبعة الأولى - ١٩٧٨هـ - بمصر] .
(٣) وقعت في شوّال سنة ٤ هـ.
1 / 3