67

ارخص شپې

أرخص ليالي

ژانرونه

وغير بعيد كان يدور بين المدرس والرسام أول حوار لهما على الباخرة، وهما واقفان كتفا إلى كتف وعيونهما عند الشاطئ البعيد: يا أخي ليها وحشة. - ياه، الواحد نفسه في قرص طعمية سخن. - الله، دي فعلا ليها، الله، الواحد قلبه بيدق. - بقى هي دي اللي الواحد سابها قرفان. - بزمتك مش شامم الريحة؟ - شوف الراجل ومراته لازقين في بعض وعمالين يبصوا إزاي؟ - صحيح! ريحة! والنبي مصر لها ريحة، بزمتك مش شامم. - يا ترى أخبارك إيه يا مصر؟ ومين مات ومين عاش؟

وعاد المدرس بأنظاره إلى الناس، ورأى الراهبة واقفة متجهة إلى حيث تتجه العيون ووجهها أبيض قد كسته حمرة طارئة، وشفتاها تتمتمان بشيء وكأنها تستقبل المذبح.

ورأى كذلك اليوناني العجوز الذاهب إلى العراق، فقال له بصوت لا ضابط له: أم الدنيا أهه يا خواجة.

وابتسم العجوز وقال: لا خبيبي، لا، أنا واحد أمي هناك، عند الفرات، وضحك المدرس أطول وأعمق ضحكة جرؤ عليها من أربع سنين.

ولم يعد يحتمل الدكتور وهو يسمع المولد المنصوب على ظهر الباخرة، ولا يرى شيئا، وما كاد يلمح أحد البحارة حتى أوصاه بالطرود على عجل، ثم طار إلى الظهر.

ودوت صفارة الباخرة طويلة ممدودة هذه المرة.

وأقبل لنش بخاري فيه بحار، وفيه عساكر وضباط، وحين كان اللنش يدور حول نفسه ليرسو خلع قائد اللنش طربوشه ولوح به قائلا بترحيب طيب، لا ادعاء فيه: حمد الله عالسلامة يا جماعة، حمد الله عالسلامة.

واندفع الأوسطى شرف يقول بصوت كالرعد: الله يسلمك، ميت فل عليك.

وسكت يستجمع أنفاسه، ثم انفجر بكل ما يملك. - تحيا مصر يا جدعان، والنبي تحيا مصر، الله، هو احنا لنا غيرها يا اخوانا، والنبي لولا بركتها ما نساوي بصلة، الله دي بلدنا! دي بلدنا يا رجالة والا إيه؟!

وتهدج صوته حتى ظن الناس أنه يبكي.

ناپیژندل شوی مخ