66

ارخص شپې

أرخص ليالي

ژانرونه

ومن بين الزرقتين أهل موكب الشمس، وظهرت طلائعها، ثم بدأ القرص الأحمر الكبير والهيبة تحيطه يتقدم في بطء وجلال.

ومضت الباخرة في حرص هادئ كالحبيبة حين تتسلل إلى لقاء الحبيب، والناس فوقها يرقبون تعاقب الألوان والمشاهد، وكأنهم يتابعون أحداثا مثيرة على شاشة عرضها السموات والأرض.

ومن حيث لا يتوقع أحد ارتفع صوت نسائي له رخامة الصبح المبكر يقول: ماريا، فرانشسكا، لينا، سيلفانا.

وتعالى صخب أربع بنات صغيرات كأنهن جئن في بطن واحدة، واستطرد الصوت الرخيم يقول: كويستا، إيجيتو، ماريا، كويستا، الساندريا.

وتحولت العيون إلى مكان الصوت؛ حيث كانت تقف أم إيطالية على صندوق قديم حائرة موزعة بين بناتها اللائي حملت واحدة منهن، والباقيات يصرخن ويجذبنها من ثوبها، ويقرصنها، وبين رغبتها في رؤية الخط الذي عند نهاية الأفق، وهو يتحول إلى أرض.

وأيقظت ضجة الصغيرات الناس من ترقبهم وانبهارهم.

وخبط الأوسطى شرف حامد على كتفه، ثم ضمه وهو يهتز ويقول: واد يا حمادة، ولا يا حمادة، وصلنا يا واد.

وسكت قليلا، ولما تبين أن التي على مرمى البصر أرض حقيقية انتابته الخفة: والنبي هيه، بلدنا أهه، يا سلام يا جدعان.

وكان سعد الله يقول لعوض أفندي: وصلنا يا عم عوض؟! - وصلنا يا أبو السعود. - ودي مصر يا عم عوض؟! - والنبي مصر يا خويا. - وعشنا وشفناها؟ - وشفناها. - أم الدنيا؟! - أم الدنيا؟! - ووصلنا؟

وتلفت عوض أفندي إلى الواقفين غير مصدق، وأحس بنفسه يستعيد عنفوان شبابه، وكل ما فيه مرح، وهو يسمع الأفواه تردد مصر، إيجيبت ، إيجيتو، ليجيبت، الساندريا، كايرو، ألكس.

ناپیژندل شوی مخ