لا حول ولا قوة ...
أيكون قد نسي سيد في زحمة البحث عن رجولته؟
أيكون قد نسى حتى أن له ابنا؟
أبو سيد ينسى سيد، ولا يذكر من الدنيا إلا نفسه!
كيف حدث هذا؟ كيف؟ - سيد، يا سيد، تعال يا سيد، اقعد هنا جنبي، أيوه كده، يا ابني يا حبيبي، باسم الله ما شاء الله، وكبرت يا سيد، بقيت طولي، خليني أبوسك يا سيد، هه، وكمان مرة، يا ابني أنت كنت فين، وأنا فين، وكبرت يا سيد، وحتبقى راجل، وأجوزك يا سيد، سيد حجوزك واحدة حلوة، حلوة ، لأ أربعة، أربعة حلوين عشان خاطرك، وتبقى راجلهم، فاهم فاهم يعني إيه راجلهم يا سيد؟ معلهش بكرة حتفهم وتخلف، سامع يا سيد حتخلف، وأشيل خلفتك يا سيد بإيدي دي، فاهم يا سيد.
ع الماشي
كان ما ضايق الأستاذ وهو عائد من الإسكندرية في الأوتوبيس الصحراوي أن جاره في العربة عرف أنه محام، وكان لا يخاف في الدنيا شيئا أو يعبس لشيء قدر خوفه وعبوسه إذا حدث في مكان ما، وعرف الناس أنه محام؛ فهو يعلم تماما أن الأسئلة حينئذ تنهال عليه، وتنهال معها الاستفسارات، ولا يهم أن يكون هو متضايقا أم غير متضايق، مستريحا أم غير مستريح، فهم لا يفرقون بينه كإنسان، وبينه كمحام، إنما يرونه دائما وفي كل وقت محاميا.
جلس الأستاذ في العربة، وهو يستعيذ بالله خائفا أن يبدأ الجار حديثه؛ ولهذا راح ينظر من النافذة، وقد ترك أفكاره ترعى على مهلها في الصحراء الجدبة الممتدة، وتمرح فيها من أقصاها إلى أقصاها.
ولم ينفع هذا؛ إذ سرعان ما أحس بلكزة خفيفة أعادت أفكاره من انطلاقها، وسمع جاره يقول: دي فرصة سعيدة يا أستاذ والله.
فقال الأستاذ وهو يزوم: مرسي.
ناپیژندل شوی مخ