وقد نرى النبات (حيأ) بعد التجزئة، ونرى طائفة من الحيوان التى تسمى «انطوما» التى لا رئة لها إذا جرئت بقيت أجزاؤها أحياء حافظة النفس التى تصورتها وإن لم تكن قائمة على حيالها بالعدد، إلا أن الأجزاء لها حس وحركة انتقال إلى وقت من الزمان. ولكن إن لم يكن ذلك منها دائما، فليس تبطل الحجة من أجل أنه ليس لها آلة حافظة طباعها ، ولا يمنع ذلك من أن تكون جميع أجزاء النفس فى كل واحد من أقسام ذلك الحيوان التى جزئت. والأجزاء مساوية بعضها بعضا فى الصورة ومساوية لكليتها، وإنها مساويات بعضها بعضا من أجل أنها ليست بمباينة ولا مفارقة، ومساواتها لكلية النفس من أجل أنها ذات أقسام. — والأولية التى للنبات والشجر تشبه أن تكون نفسا، لأن النامية والحيوان إنما يشركان بعضها بعضا بهذه النفس فقط، إلا أن النفس الحاسة مفارقة لها؛ وليس لشىء من الأشياء حس بغير النفس النامية.
تمت المقالة الأولى من كتاب «النفس» لأرسطو والحمد لله وحده.
مخ ۲۸